قراءة في رواية خريف الأندلس | بقلم ضحى جهاد أحمد.. قاصة وروائية سورية 


قراءة في رواية خريف الأندلس | بقلم ضحى جهاد أحمد.. قاصة وروائية سورية


خريف الأندلس رواية للدكتور محمد فتحي عبد العال , تقع في ست وسبعون صفحة من القطع المتوسط صادرة عن دار لوتس للنشر الحر في مصر لعام 2021.

منذ السطر الأول في المقدمة يطالعك التاريخ بكل سحره وتجلياته عبر إطار معاصر , فتبدأ الرواية في قاعة دراسية بجامعة أكسفورد العريقة وحوار حول الحضارات الإنسانية وما ينطوي عليها من مصطلحات وأفكار مختلفة , مما يحفّز بعض الطلبة لاقتحام عوالم الماضي ليكون مشروع بحثهم في هذه الجامعة , ندخل عوالم الأندلس الآسرة من خلال كتاب وجدته سارة البريطانية الأصل والمولد في مقتنيات أمها الخاصة والمعنون (غروب ملك إشبيلية ) وما أثار دهشتها أنه مطرز بإهداء خاص من الكاتب لأمها وهذا ما جعله بمثابة كتاب تاريخي بإطار عاطفي بالنسبة لها , في فصل (يوم فارق ) وحكاية (المعتمد على الله ) وسبب التسمية , وتتوالى الأحداث في فصل ( على مشارف الموت ) و(التحدي ) و(الرهان الخاسر ) و (المصير ) و (في قصر المعتمد ) و(طعنة صديق حميم ) وفي كل هذه الفصول رغم قلة عدد صفحاتها لكن تكثيفها من حيث الفكرة واللغة والحدث يأخذك إلى إشبيلية وغرناطة وممالك الأندلس وأمرائه ومكائدهم وصراعاتهم    , تدفق حكائي يشي بعين الراصد المتمكن المتعمق في التاريخ ولا بدّ أنها جرأة تحسب للكاتب إسقاط التاريخ على الواقع المعاش , من خلال أسلوب وصفي ضمن مدرسة الواقعية ومتوارياً بأسئلة تفتح العيون والأفئدة ( متى نعتبر من التاريخ وننهل منه ونعتبر؟ ) , النهاية جاءت بدعوة للانفتاح الثقافي والفكري ونبذ الصراع الحضاري واستبداله بحوار للحضارات , خريف الأندلس وثيقة تاريخية بإطار أدبي وتلك برأيي أهم رسائل الأدب وخاصة في ظلّ ما نعيشه اليوم من حروب وتاريخ سيكتبه القوي وفق رؤاه وأهوائه , فلا بد للأدب أن يكون الإطار الموضوعي والحامل الفكري والأمين في كل عصر , خريف الأندلس رحلة في الزمن إلى عوالم الماضي الساحرة .



                          





Share To: