الكاتبة السورية / سوسن إبراهيم تكتب قصة قصيرة تحت عنوان "لوحة مرشّحةٍ" 


الكاتبة السورية / سوسن إبراهيم تكتب قصة قصيرة تحت عنوان "لوحة مرشّحةٍ"


____


نظر بعينيه إلى كلّ الّلوحات الموجودة في نهاية كلّ ممرٍّ صغيرٍ من تلك المدينة السّاحرة فوجد صورًا لأنثى تلمع في عينيها الحكمة والعزم والجمال وهما عينان تذكّره بشيءٍ قد شعر به لكنّه لم يشعر أنّه حقيقة وصل إلى المنزل وابتدأ يحدّث زوجته باضّطرابٍ قائلًا :

- حبيبتي إنّ وجوه الّذين رشّحوا أنفسهم لعضوية مجلس الشّعب هي ذاتها  ولكن ثمّة وجهٌ لأنثى فيه جديدٌ وعباراتها مختلفةٌ على كلّ صورةٍ لها وإنّ أكثر مالفت انتباهي فيها نظرتها السّاحرة  والحكمة الظّاهرة  كتاباتها

وماذا يمكن أيضًا قوله ؟

لقد أحسست بأنّها وأنا أمعن النّظر في عينيها تحدّثني عن الإصلاحات الّتي ستقدّمها.

فسألته زوجته :

- وما عساها ستطرح تلك السّيّدة الفاضلة؟

فأجاب :

- إنّ ما ميّزها عن غيرها هي فكرةٌ استسغتها وأحببتها جدًّا حيث نوّهت إلى أنّ من يجد في نفسه عدم الكفاءة فليطلب من نفسه هو  التنحّي وليعتذر معترفًا بعدم أهليّته وقدرته على تحمّل أعباء المسؤوليّة وحلّ مشاكل من سيمثّلهم 

فهل تعتقدين يا زوجتي أنّه هناك من يعترف بخطئه في وقتنا الحالي؟ 

لذلك فإنّي أجد هذه المرشّحة  غريبةً بعض الشّيء وأقرب ما تكون إلى المثاليّة.

نظرت زوجته إليه مبتسمةً وقالت :

- لعلّه  كان الأجدر بها أن تعتذر منك أوّلًا لأنّها رشّحت نفسها إلى مجلس الشعب من دون إعلامك بالأمر مسبقًا. 

نظر إليها بشيءٍ من الاستغراب وسألها قائلًا :

-  أأنت ومجلس الشعب حكايتان؟!

___




Share To: