الكاتب الفلسطيني / مهندس. عبدالرحمن الكحلوت يكتب مقالًا تحت عنوان "هل يقوّم الأبناءَ أباءهم" 


الكاتب الفلسطيني / مهندس. عبدالرحمن الكحلوت يكتب مقالًا تحت عنوان "هل يقوّم الأبناءَ أباءهم"


في البداية أقصد بالآباء هنا الأبوين ، آباء وأمهات.

لحظة!!!

 ستظن أنك قرأت العبارة بشكلٍ خاطئ أو لم تفهمها بالشكل الصحيح ، إلا أنها تقصد فعليا سؤالاً فيما إذا كان الأبناء قادرين على تقويم أباءهم ، ليكن الأمر مختصراً بعض الشيء...هناك فعلياً نوعان من الآباء. 

النوع الأول آباء يقوّمهم أبنائه، وفي الحقيقة أن الآباء هم من يقومون أنفسهم  من أجل أبنائهم فعلى سبيل المثال ،لا يدخن في مكانٍ يتواجد فيه أبنائه ، ولا يتلفظ بألفاظٍ يرفض أن يتناقلها أبنائه ، ولا يتناول الكحول أمام أبنائه، أو بالأحرى يرفض أن يعرف أبنائه أنه يفعل ذلك ،  وغيرها من الممارسات السلبية ،  بل قد يصل لدرجة الإقلاع على الطباع السيئة كالكذب والغضب المفرط والنميمة ....إلخ ،هذه القيود التي يضعها الآباء على أنفسهم، تعمل فعلياً على تقليص وضمور العلاقة بين الآباء وطباعهم، وممارساتهم السلبية، مما يسهل التقويم، وهذا النوع من الآباء  يرفض أن يحمل أبنائهم عيوبهم، فيحاولون جاهدأ وبشتى الطرق عدم إظهارها كي لا يقلدهم أبنائهم بها، 

هذا النوع من البشر هو إنسان متصارح مع نفسه منطقيا وعادلا، وإن لم يظهر أو لم يعرف كيف يعبر عن ذلك. 

أما النوع الثاني فهو نوع مؤسف ونرى منه نوعان، الأول يفعل ما يريد ولا يهمه أن يعرف أبنائه بالأمر، ويتصرف بدكتاتورية معهم بحيث يحق له أن يفعل ما لا يحق لهم، بل وقد يوبخهم ويعاقبهم إن فعلوا ذلك، وهذا النوع رغم عيوبه إلا أنه ضمنيا يعترف أنها عيوب وأخطاء ولكنه لا يعي أو لا يهتم أن ينقلها لأبنائه. 

أما النوع الذي لا أعتقد أنه يستحق أن يكون أساسا أبا ومسؤولا عن تربية أطفال، فهو من يعلّم أبنائه في سن مبكرة الممارسات السيئة ،فقد يلقنه كذبة ليقولها ،أو يفرح جدا اذا تسفّه ابنه أو بصق على أحدهم ويتباهى به، حتى أن بعضهم يصور ابنه بهذا الوضع المشين وينشر الفيديو للترفيه، و قد يصل بعضهم للسماح لطفله في سن مبكر بالتدخين كنوع من مولدات الضحك او حتى رشف رشفة من كأس كحول ، هذا النوع مدمر فعليا لشخصية طفله، والأسوأ من هذه الممارسات أنه لا يراها خطأ ويرى أنها عادية لان الكثير من الناس يمارسونها. 

الخلاصة : إذا كنت غير قادر على زرع قيم نبيلة فعلى الأقل حوال الّا تهدم فرص تعلم هذه القيم لأبنائك أولغيرهم.




Share To: