الكاتبة السودانية / أسماء أبوالسعود تكتب خاطرة تحت عنوان "عناق ولو للحظة" 


الكاتبة السودانية / أسماء أبوالسعود تكتب خاطرة تحت عنوان "عناق ولو للحظة"



عاتبتها فمضت، انتقلت دون أن تودعني حتى، لكنها على حق، فما بالها تبقى معي وانا الذي خاصمتها ليلاً دون أن تعلم سبب خصامي لها، انه لشيء بسيط بالنسبة لي لماذا تجعل منه خصام أبدى؟! أم أنها حسبته بغضا؟! 

لا والذي نفسي بيده لم اكن انوي ان تتسلل دموع عينيها على وجنتيها، لكنها مضت، وانا الآن حطام بنصف أنفاس ونبضات ثملة تأتي بعد لحظات كما لو أنها لا تقوى على أن تأتي منتظمة متناغمة، كسابق عهدها حين كنا معا. 

يالله ما هذا، وهم، طيف، حطام، بقايا ذكريات، ظلام. 

إنها حتما من نسيخ خيالي، اتأمل لحظاتي من دونها، رماد نسيج بالي من مجموعة لحظات امتزجت لتجعلني حزيناً كما لو أنها طلبت من كل شيء أن يبدو أسوأ بعد مضيها، وأجابها الكون بكل ما فيه أن لك ما طلبت.ِ 

اعلموها اني هنا حبيس ظلام دامس، فلتأتي وتضيئ كوني إمتزج الظلام بكل شيء حتى روحي باتت مظلمة حداداً على رحيلها 

متى نلتقي، اةأما آن الأوان بعد! 

أقبلي ولو للحظة، وعدُ عاشقٍ لن ادعكِ تذهبين فقط عودي. 

سأضُمُك كما تضم البسيطة من عليها، لن ادعك تفلتين، أنا هنا لا تذهبي، عودي، تمنيت لو لم أفعل ما فعلت، ياليتني لم اخاصِمك. 

الا تُصغي إليّ؟! 

ألم تتَألمِ؟! 

أما مَللتِ البعد؟! 

سأظل هنا لعناقك لحظة قدومك. 

أصبحت أبغض بعدنا لو تعلمين. 

بداخلي ضجيج لا يسكُن.. كقرعِ طبول على تابوت شخص عظيم لا يُنسيني ما حدث ولا يترك لي مجالاً لأنسى. 

ضجيج الهاربين هذا ما يحدث الآن صامت ومليئ بكل صخب قد يمر عليكِ. 

أهرب من ذكرى جميلة لأُعانق أخرى لطيفة أهرب من كلتاهما لأجدُني على أعتاب ضحكاتك. 

استند على حائط لاغوص في بحر خطاياي التي لم تنتهي يوماً، لقد كانت قبلك توقفت للحظة تعظيماً لوجودك والآن.. 

باتت أوضح واحلك من ليل في منتصف بحر هائجة أمواجه. 

أنا والخطايا تصالحنا انا لها وهي لي فلا تعودي ساقتُلك. 

وأُعانق جثتك ولن تستطيعِ الاعتراض كيف تعترضين والموتى لا يتكلمون! 







Share To: