الشاعر السوداني / أ. السني الوسيلة الطيب يكتب قصيدة تحت عنوان "المعلم" 


الشاعر السوداني / السني الوسيلة يكتب قصيدة تحت عنوان "المعلم"



في صالة الأفراح أ ذكر أنني

قابلت أستاذي المبجل هيثما


حييته و  أجاب رد تحيتي

بتواضع و بشاشة و تبسما


و بدأته متسائلا. أعرفتني؟

فأجاب قولي دامعا متلوما :


( عذرا صغيري فالمشاغل جمة

والعمر يمضي مسرعا متقدما


و العقل لا يقوى التذكر برهة

و العين نال بريق ناظرها العمى )


عرفته نفسي فأطرق صامتا

و الطرف يدمع والفؤاد مألما


أنَا ذلك الطفل الشقـــي معلمي

قد كنت أيَام الدراسة مجرما


و سرقت من جيب المهند  خاتما

و شكى إليك مهند  متظلما


فعزمت تنقيب الجميع معلمي

لتزيل ـ بالعقل الحكيم ـ المظلمة


و تغلغل الاسف المميت بداخلي

أحسست دنياي المضيئة مظلمة


أحسست أن الكون ضاق براحه

كل الحقائق أصبحت لي مبهمة


فَعصمت أعيننا بـ شر عصامة

و نزعت من جيبي الصغير الخاتما


لم انس أني ـ في الحقيقة - حينها

قد ذقت طعما للندامة علقما


ما زادني ندما و اربك حيرتي 

بّلُ كدت ابكي من قساوته دما


هو دفء عفوك والسماح معلمي

لم تظهر التوبيخ لم تتكلما 


فأجابني الاستاذ يصحب صوته

حزنا يكلله الاسـ.ــــى متلعثما : 


( عفوا صغيري كنت ايضا مثلكم

أغمضت ايضا عامدا ومصممـــا


كي لا ارى طفــلا ذليلا مذنبا

كي لا ارى حُزُنَا عليه مخيــــما


كي لا اظــــل له جحيما دائما

و إذا رأى وجهي الصبوح تألما)


أجهشت من فعل المعلم معجبا

ولسان شعري لا يكاد يترجما


عجز البيان و خار ركن بديعه

واظنه التاريخ اصبح ابكما


لن تنصف الخلق الرفيع كتابة

لن ينصف الوصف البديع معلما








Share To: