طَائرُ الحَنينَ | بقلم الأديب الفلسطيني فايز حميدي

طَائرُ الحَنينَ | بقلم الأديب الفلسطيني فايز حميدي 

 تهويمات في السّاعةِ الهامدةِ من الليلِ 

** طَائرُ الحَنينَ 

أُعاني من ذاكرةٍ مليئةٍ بالأشواكِ تُؤلمني 

تركتْ نِسغها صَمتاً وبعضُ الكَلاما

مُتعبٌ أنا 

أكوامُ تعبٍ ووجعٍ وَدمار 

والأشتياقُ يَلفحُني

ولطمةُ الحَقيقةُ تُوقظني   

هي ساعةُ الصمتِ 

أصيرُ صفاً وورقاً وحبراً وممحاةً 

وَخارِطةً للوَطنِ 

وفُسحةً للعزاءِ 

وفيروزُ تُغني

 

أزرعُ الريحَ ، والشطآن بالمرجانِ

وأسكنُ أصدافَ الحُلمِ ..

وأتحررُ من الصبرِ 

وأستنجدُ من الصوتِ بالصمتِ ..

وَأمشي ..

فتأخُذني غاباتُ البُتولا

والعيونُ المُترعةُ بالثَلج ..

يا امرأةً  

تُلملمُ فَوضايَ ..

حَديقتي تَسألُ عنكِ 

وذاكرةُ الصباحِ سجلت ديوناً 

من الأحلامِ المُستحيلة ..

ألم أقُلْ لكِ :

الحبُّ أقوى من ظلالهِ الجَريحة 

يا امرأةً لِقلبي وَثنيتهُ

وعيناكِ راياتٌ وَراحلون !!

 

مَدينَتُنا وَزعتْ قَتلاها

في فراغِ البحارِ وتراميَ المقبرةِ !!

وعلقتْ أهدابُها على الدروبِ الضَريرة ..

وَمشتْ تحت دمعُ السماءِ وليلُ الخريفِ 

تستصرخُ عاشقَ الخُطى والشّمسُ والنَخيلا 

أيُّها الجُرح يا سَكرةَ مَوْتِيَّ الوَدود

أنا بَقايا لبيدرٍ صارَ تُرابا 

يُناجيهِ نزيفُ الحُقولِ والجَداول 

والشجرِ الناعسِ والتِلالا 

وحدائقُ العوسجِ والزهرُ الحَزين ..

                    -٢-

 يَا شَهلاء العينينِ 

يا غيمةً في الأفقِ

حملت معها رائحة عطرها ، ورحلت  

تُراودني رغبةُ الحديثِ إليكِ 

ولا أجَدك 

فأكتُبك هُنا أحرفٌ من نَدى الدُجى 

 وتاريخاً من الرحيلِ

تَذبلُ الوردةُ فالغابةُ فالمدينةُ 

بين الصدىَ والأنين 

يا قَلبي يا طائرَ الحنينِ 

حَبوتهُ لسحابةٍ عَطشى 

نثرتهُ فوقَ وَلهِ الحقولِ الحَزينة 

هو الرمادُ ذاكرةَ النارِ 

أمْضي في طَريقيِ 

لا شيءَ يُؤنُسني إلا طَيفُكِ 

ضُمّيني يا عِنَبيةَ الشَفَتينِ 

يا بهجةَ الزُهورِ وَنشوةُ البَخورِ 

يا فراشةً مَسكونةٌ بالنورِ 

 أنتِ رُؤيتي

 وأحلامي 

 وإلهامي

 وضياعي    

  يا سَنا اليَاسمين ..

ضُمّيني هَذا العمرُ إلى زوالِ 

دَعِيني أحملُ من عُطركِ 

زاداً لغُربتي بعدَ هذهِ الحياة .. 

                   محبتي 

( القدس الموحدة عاصمة فلسطين الأبدية ) .