صرخه قلب تم إسكاته | بقلم الكاتبة المصرية أميرة محمد


صرخه قلب تم إسكاته | بقلم الكاتبة المصرية أميرة محمد


هل رأيت أو صادفت في حياتك الإنسان الذي يتعاطف مع كل المخلوقات الأدمي منها و الغير أدمي، الشرس منها و الطيب، 

فهو إنسان يضع نفسه دائما مكان الآخرين رغم أنه فردٌ واحدٌ. 

ولكنه يحمل بداخله مشاكل العالم أجمع .

 قد كان لي صديقا من هذا النوع و ظل بطبعه هذا حتى أن أُبتلي  بإبتلاء كبير، و كنت أنا خارج البلاد فلم أستطع أن أتواجد معه لفتره طويلة.

كنت أطمئن عليه دائما بين الحين والآخر ،

الى أن حان الإبتلاء أن ينقشع و تظهر شمس الأمل من جديد في حياته.

و انا قد عدت أيضا من عملي بالخارج بعد فترة غياب كبيرة عن بلدي  ،

فعدت و قد امتلأ قلبي بالإشتياق  و الخجل لعدم وجودي معه في محنته. 

وجدته إنسان مختلف ذو ملامح مختلفة غلب عليها الصرامة و قد  إزداد جلد وجه سمكاً و خشونة عن ذي قبل و ملامح ذابلة لأقصي الحدود،

و قد تعقدت حاجبيه لتكوّن مثلث غضب لا أعرف سببه. 

فلم يستقبلني بنفس الإشتياق الأخوي الذي كان يملئني 

بل وجدته شخصًا آخر لا أعرفه.

فسألت نفسي "هل هذا لأنه غاضب مني لعدم وجودي معه !!؟"

ولكني قد أكتشفت أنه إنعزل تماما عن كل من حوله حتي أقرب الناس إليه،   

أصبح متبلد المشاعر لا يعرف من المشاعر غير اللامبالاه

فأصبح لا يحب و لا يشتاق و لا يغضب و لا أي شيء سوى اللامبالاه.

كيف فقدت يا صديقي روحك الطيبة و أبدلتها بهذه الروح المغتربة داخل جسدها ؟

كيف وصلت الي ما أنت عليه الآن ؟

فقال لي :

لقد كنت وحيدا أحمل على كتفي كل أحزاني و إبتلاءاتي 

فلم أجد من يحمل معي ولم أجد من يربت على كتفي و يهمس لي، "أهدأ فكل هذا الى زوال ".

و ها أنا يا صديقي أصبحت أكتفي بنفسي فهي الوحيدة التي لم تخذلني و هي من تحملت و هونت عليّ الليالي المظلمه التي مررت بها وهي من كانت تربت على كتفي ،

فاكتشفت القوة التي بداخلي  فلم أعد أبحث مرة أخرى عن كتف يحمل معي أو عن قلب يحتوي خوفي .

بعد أن أنهى حديثه الذي أثر في أعماق نفسي ،

نظرت الى داخلي فوجدتني أنا أيضاً لست كما كنت قبل الغربة ، فالغربة غيرت من روحي و علمتني أن أحمل همومي على كتفي وحيدا دون إنتظار من يعينني فأنا الداعم الوحيد لنفسى،  

فكنت أنا المغترب عن وطنه يلتقي بصديقه المغترب عن نفسه وهو أصعب اللقاءات.  

فكلاً منا فقد طاقته تماما فليس لدينا من المشاعر لنتجاذبها معا فلا سبيل لإرجاع الماضي ولا سبيل للبحث عما فقدناه.

Share To: