قدّس الله سرَّه | بقلم الأديب السوري عبد الكريم سيفو
لا تنامي , فكلُّ ما بيَ صـــــــاحِ
قلبيَ الآن مثل أرض جـــــــراحِ
أتعبتْني قســــــاوةٌ منكِ تــــأتي
ربما الحبّ لم يعُــدْ بالمُتــــــاحِ
كيف لي أنْ أطير بين القوافي ؟
بعد أنْ كنتِ قد كسـرتِ جناحي
نزف الحرف من جفــــاكِ كثيراً
ورمتْني على الدروب ريــــاحي
شــــــــرّدتْني عينــاكِ بين بحـارٍ
وشــــفاهٌ قد جرّدتْني ســـلاحي
عُدْتُ لا حولَ لي , أمام جَمـالٍ
يســكب الهال فوق بُنّ صباحي
يســـــــتبيح الفـؤاد في كلّ آنٍ
مؤْذِنــاً كلَّ نظــــرةٍ باجتيـــاحي
كلما تُبْتُ عن هــــــــــواكِ أراني
عُدْتُ , والشِّـعر قد أراد افتضاحي
يا لبؤسي , وكلّ شــــيءٍ تداعى
قد حصدتُ الأشـواكَ , دون الأقاحِ
وكأنّ القلب الذي فاض حبّـــــاً
صار جدْباً , بأمنياتٍ شِــــــــحاحِ
أغلق الباب , واســـتحال كسِـجنٍ
قُفـــله صار دونما مفتــــــــــــاحِ
جفّ نهري , وكلُّ صفصاف روحي
لم يعُدْ يرتوي بمـــــاءٍ قَــــــراحِ
بعد أنْ كنتُ عاشـــقاً لا يُجارى
صرتُ ذكرى تمرّ عند المِـــــــلاحِ
فدعيني , ولا تـلومي كثــــــــيراً
أظلم الليل , وانطفــــا مصباحي
واشــــكريني , فقد وهبتُكِ حبّـاً
يومَ عيــدٍ ذبحتِه كالأضـــــاحي
قدّس الله سِـــــرَّ قلبي المُعـنّى
لا تبــــوحي به لكي ترتـــــاحي
إنّ قلباً أماتَه الغـــدرُ يومــــــــاً
ليس تُحْييـه أدمعُ التمســـــــاحِ
Post A Comment: