في رحاب الباشكاتب...| بقلم الكاتبة السودانية هنادي إسحق إسماعيل
11دقيقة و5ثواني في رحاب الباشكاتب...
صوت العود... الساكسفون... وبقية الآلات الموسيقية كفيلة لنشلك إلى عالم أكثر رحابة فما يفسده العالم تصلحه الموسيقى وإن كنت مخطئة في نظر البعض منكم ...
بعد الدقيقة الأولى وخمس ثواني يأتي صوته صادحًا:
سارحة مالك يا حبيبة... ساهية وأفكارك بعيدة؟ بقرى في عيونك حياتي وإنتِ مشغولة بجريدة! يأكد الباشكاتب اللامبالاة لدى الأنثى في بعض الأحيان "الماحنك" وعدم الإكتراث... يأتي صوت الموسيقى ثم يردف: بتقري في إيه كلميني؟ يا سلام مهتمة عاملة! يعني لازم تقري هسه مقال بحاله وقصة كاملة؟! إستخدم اللوم والعتاب وواصل: كم شهور مرت علينا بينا بعد وفرقة شاملة...
العيون رويانا تبكي... والقلوب مشتاقة آملة...
الدقيقة الثالثة والخمس واربعون ثانية إلى الدقيقة الخامسة وعشر ثواني كفيلة بأخذك إلى عالم سحري أكثر بهاءً... يقطع شرودك صوته: أي حاجة تمر بخاطرك قصة أو أخبار جديدة...
عندي ليكِ خبر أهم.. جيبوا بإشواق شديدة...
أسمعي وطاوعيني مرة، أيوة ما تخليك عنيدة.. كحال الحبيبات العناد أحد البنود التي يجب إستخدامها في معظم الأوقات..
في الكوبلي القادم إستخدم إسلوب الإغواء لجذب الإنتباه ويدرك فضول الإنثى الفطري "عايز أقولك... ولا سيبك أقري أحسن في الجريدة ...
الموسيقى من جديدة دقيقتين وخمسة عشر ثانية متواصلة يتخللها صوت العود بإنغامه الوضاحة..
عايز أقولك... ليه أقولك... ما بقولك.. مش مخير؟" ولكن دون جدوى..
أردف: ساعة مرت.. ساعة وأكتر.. والوقت روّح تأخر
قرر إستخدام كبريائه فصدح: ذي عنادك عايز أعاند ثم إستسلم: لكن يظهر ما حأقدر... أمري لله... أمري لله
جاءت لحظة البوح بما يكنه من مشاعر فقال: عايز أقولك "بحبك" يا وحيدة... بقرى في عيونك حياتي وعاملة مشغولة بجريدة!
الباشكاتب لخص اللامبالاة وعدم الإكتراث لدينا كنساء... عنيدات... قويات... لا تهزمنا العاطفة أحيانًا
هنادي إسحق إسماعيل/ السودان
Post A Comment: