أعطني الربوة وغني | بقلم الأديبة المغربية فوزية مسجيد
إنسان لكنه خارج تصنيف الإنسانية... يرعى ويصادق ويعاشر الاغنام والابقار والكلاب و الطيور إلا الإنسان...حتى يتماهى لسانه مع لسان رفاقه الحيوانات فتغيب عنه حروف التخاطب... يصبح مخاطبا الكلب فقط بكش...والأغنام بخيا...والابقار بحاو...والقطط بتصبي...و يستعين بصفارة حلقه الفطرية للتخاطب مع الطيور.... طعام زوادته عند الرعي البعيد قنينة شاي باردة كانت للمربى ... وقطعة خبز حاف خال من الطراوة...لا يصنف أجيرا ولا خادما بل راع للتعب... راع للبرد...راع للاسطبل... بل ينام مع القطيع بفراش رث بارد...أحيانا يعمل فقط مقابل ملأ معدته بالطعام والمبيت بجانب حيوانات الضيعات....حتى أن الرعاة بغالب الاحيان لا يجيدون عد النقود...حتى قد يصل الأمر إلى جهلهم ماهية القطع النقدية ... يستقدمونهم من البقاع الضعيفة ،الهشة...بموافقة الأهل بغالب الاحيان لتحضر الأم أو الأب لاستخلاص أجره الهزيل كل سنة أو بعيد الأضحى يتسلمون كبش العيد كأجر لقاء ما كابده ابنهم من بؤس طوال السنة... حتى أحيانا ينسون رؤية طفلهم الراعي لبعده صحبة القطيع فينصرفون إلى حال سبيلهم للسنة الموالية... ذلك الراعي الذي لا يشاهد التلفاز ولا يفهم ما يسمعه بمذياعه الصغير المصاب بالسعال بكل المواسم...من يتعرض للاستغلال الإنساني والنفسي والجنسي والتنمر و التغول و التسبع بل قد يتراهن على جعله مادة دسمة للسخرية صعاليك المداشر بكل فرصة سانحة... الرعاة هم قلوب تنبض فقط...غير مسموح لها أن تحب...أو تشارك بعيد ...أو تتأخر بالسوق أو الدكان...غير مسموح للرعاة أن يقتسموا طاولات الأفراح مع الضيوف... لأنهم خارج التصنيف... خارج كبسولة الزمن...هم طيور نست أبجديات التغريد فأوكلته لناي الحياة....
Post A Comment: