فـأسٌ بـشريِّةٌ.. | بقلم الكاتبة المصرية آيات عبد المنعم 


فـأسٌ بـشريِّةٌ.. | بقلم الكاتبة المصرية آيات عبد المنعم



أحياناً الأدبُ وكظمُ الغيظِ إزاءَ سوءِ خُلقِ البعض، يُورثُ للإنسان العاقل غُصَّةً ومرضاً صامتاً قد يُعلنُ ثورتهُ في أيِّ لحظة، حتَّىٰ إنْ جاهد بالحبِّ على تنفيسَ وجعَهِ.

يُصلِّي يتحدَّث مع اللّٰه كثيراً، يكتبُ، يقرأُ، يأكلُ، يضحكُ كثيراً، يجلسُ مع الأصدقاء، يبقىٰ وحدَهُ كثيراً... يكتشفُ فجأةً أنَّ هذا الكثير لا يُجدي نفعاً مع الفأس القريبِ المُجاور الّذي يستمرُ في نهشِ أعضاء روحـه..


نعم؛ أحيـاناً يُرافقنا في الحياة فؤوساً حجريّةً لا نفوساً بشريّة تقطعُ هواء الرئتين، وتسرقُ الوقتَ المُتبقّي من قارورةِ الأمـل.


قد نستطيعُ تجنُبَ أذىٰ الدائرة البعيدة، لكنَّ البعض منهم جزءاً من دماء الرُّوحِ وطينِ الوطن، لا نملكُ إلاّ أن نُعانقَهم، وإن غرسوا في صدرونا ألماً، نحاول أن نُضمِّدُ جِراحهم الطفوليّة القديمة، ونصنعُ لهم من أجساد أرواحنا مستقبلاً أفضل، نصِلُّهم قُربةً لعين الحبِّ، وقلبُ العاشقِ المؤمنِ بلسمٌ..


لا تسَلْني لِمَ يفعلُ البعضُ منا ذلك ولا يهجرُ ذاك القريب؛ لا ينصرفُ عن سجادة الوصلِ والصَّلاةِ أبداً.... رُبَّـما لا يُريـدُ أنْ يكـونَ فأسـاً...


الكاتبة المصرية آيات عبد المنعم.

4  جمادى الأولى 1444هـ.

28  نـوفمبـر       2022مـ.



Share To: