سلسلة: "شاعر وقصيدة" الجزء الثاني إعداد وتقديم: ذة أمنة برواضي | الحلقة 15 مع الشاعر: محمد سعيد المقدم


سلسلة: "شاعر وقصيدة" الجزء الثاني إعداد وتقديم: ذة أمنة برواضي | الحلقة 15 مع الشاعر: محمد سعيد المقدم


الهدف من السلسلة التعريف بشعراء مغاربة، وتسليط الضوء على مسيرتهم الإبداعية، وتقديم نموذج من شعرهم للقارئ.

الحلقة 15 مع الشاعر:

محمد سعيد المقدم.

السيرة الذاتية:

 الشاعر والأديب محمد سعيد المقدم ( المجاهد ) من أبناء مدينة طنجة 

 من مواليد زنقة ايبيزا 1 بحي درادب، تلقى تعليمه الأولي بروض زنقة المعدنوس بنفس الحي. 

ليتلحق عند بلوغه سن التمدرس سنة 1988 بابتدائية القاضي العياض .

 انتقلت أسرته سنة 1993 الى حي بني مكادة ليكمل دراسته الابتدائية بمدرسة خديجة أم المؤمنين .


وفي سنة 1996وبعد حصوله على الشهادة الابتدائية، انتقل إلى اعدادية ولي العهد ( محمد السادس حاليا) لمتابعة دراسته الاعدادية .

ولكن في المستوى الثاني اعدادي ( الثامنة ) أجرى عملية جراحية استدعت توقفه عن الدراسة لمدة سنة ونصف، ليعود إليها بعد استعطاف قدمته اسرته إلى نيابة التعليم سنة 1998 والتي قَبِلَتْهُ بثانوية مولاي سليمان للتعليم الأصيل، ليتابع بها دراسته الاعدادية ويحصل منها على الشهادة الاعدادية ، لينتقل بعدها لمتابعة دراسته بنفس المؤسسة ( شعبة الأدب الأصيل ) ، ولكنه انقطع عن الدراسة بعد عطلة ربيع سنة 2001 .


وكونه كان يقضي أيام عطله المدرسية بقرية أجداده "الدهاداه ( قرب واد ليان ) ، جعلته يعشق حرفة ( الصيد البحري ) وهي حرفة امتهنها الاجداد مع العلم ان والده الرايس أحمد التهامي المقدم المجاهد كان من ربابنة الصيد الساحلي بطنجة . 


وهكذا تعلق قلب الشاب محمد سعيد بالصيد بالقصبة وحلم الابحار، مما جعله يهمل الدراسة والقراءة رغم انه تلميذا موهوبا ، إذ برزت موهبته الادبية منذ التحاقه بثانوية مولاي سليمان ويرجع الفضل في ذلك لاستاذته الكريمة السيدة سعاد الزيدي- والدة الروائية والباحثة الاستاذة مريم المير- والتي حببته في اللغة العربية وشجعته وغرست فيه محبة الشعر وعلم العروض.


وبعد انشغاله بالبحر والصيد مدة طويلة حوالي اربع سنوات ، عاد لمتابعة دراسته، فالتحق بالتعليم المهني والتقني بإيجاز من رجل الأعمال السيد يوسف بن جلون ، فانتقل الى مدينة العرائش لمتابعة دراسته ب"المعهد الوطني لتكوين رجال البحر "، حيث نال منها شهادة ربان المراكب الساحلية سنة 2006.


 اما حضوره اليوم في الساحة الثقافية والادبية فيرجع الى سنة 2014 والفضل في ذلك - كما صرح لنا- يعود الى الاديب والمفكر محمد محمد البقاش حفظه الله فهو الذي غرس فيه حب القراءة، ومن اهم الكتب الذي بدأ بها حياته الثقافية" اخر الفرسان" لفريد الانصاري رحمه الله ورواية " طنجة الجزيرة" لمحمد البقاش مما جعله ينبعث من جديد وتتفتق موهبته الشعرية والادبية والفنية ويصبح واحدا من الوجوه المثقفة والمشهورة بمدينة طنجة وخارجها واصبح عضوا في رابطة شعراء العرب.


فتحية اجلال وتقدير لهذا الرجل العصامي الذي جمع بين مهنة البحر والثقافة بجميع اشكالها ....فغذا بحرا لا ساحل له .


في أواخر 2016 وعبر وسائل التواصل الاجتماعي تعرف سعيد المقدم على نخبة من الادباء والشعراء والفاعلين الجمعويين ...

 وكانت أول أمسية شعرية استدعي اليها كضيف من تنظيم "جمعية أدبيات ميثاق عروس الشمال" .

ونظرا لثقافته العميقة وديناميته الكبيرة وانفتاحه الاجتماعي، غذا محط أنظار مجموعة من الجمعيات الثقافية الوازنة بطنجة وخارجها.

وبفضل ذلك ، اصبح عضوا مؤسسا داخل"جمعية الاقلام المغربية " وهو اول صالون ثقافي للطفل المبدع ف 75 في المئة من أعمالها تنظم لفائدة الطفل داخل مؤسسة محمد السادس للأعمال الاجتماعية والتربية والتكوين. 

وفي سنة 2017 التحق ب" منظمة البيت العربي بطنجة" كعضو بمكتبها التنفيذي... 

ونظرا لجديته وحركيته واجتهاده المتواصل كلف بالملف الثقافي بالمنظمة ورئيسا لقطبها الثقافي ومنسقا دوليا لأقطابها الثلاث ( القضية الفلسطينية، اللغة العربية خدمة ونهوضا، والثقافة وانفتاحها الإنساني ) وكاتبا عاما لها .

كما جعلته" الأمل للتنمية والثقافة" رئيسا للصالون الثقافي بطنجة الكبرى المنبثق منها. 

وهكذا اصبح من بين الأسماء البارزة والوازنة في فن التواصل والتنسيق بين الجمعيات الثقافية على الصعيد العربي. 

وتم تعينه عضوا ب"رابطة الشعراء العرب" بالإمارات العربية المتحدة التي يترأسها الشاعر السوري الكبير محمد البياسي.


وقد شارك محمد سعيد المقدم في عدة امسيات شعرية محلية ووطنية .

وحضر وساهم في عدة مهرجانات محلية وجهوية ووطنية واخرى دولية عن بعد ك"ملتقى عروس الشمال بطنجة"، و"المهرجان الوطني للشعر" بشفشاون، و"مهرجان اتحاد الادباء الدولي" والذي ينظم كل سنة بمدينة عربية والذي حط بدورته الثانية بمدينة طنجة بعد الاولى التي كانت بمدينة صفاقس التونسية ، و"مهرجان ليالي البهاء" بايت عميرة اكادير ،و"ربيع القوافي بإسطنبول" / عن بعد.

ولديه كتاب مشترك مع مجموعة من الادباء اصدرته مديرية الشباب والرياضة بشراكة مع مديرية الثقافة بطنجة بمناسبة عيد الكتاب سنة 2018 .

وسيصدر له في المستقبل كتاب يجمع بين طياته نصوصا نثرية بعنوان "نوتة بحّار" ، وديوان شعري بعنوان "ترانيم البحر".


ولديه كذلك ، مقالات منشورة ب"جريدة طنجة الورقية" عن القراءة والطفل تحت عنوان : " القراءة للجميع" . 

كما له مقالات ادبية ومهنية نشرت بعدد من الجرائد والمجلات الالكترونية الوطنية والدولية. 


 فتحية اجلال وتقدير لشاعرنا وأديبنا المتميز محمد سعيد المقدم حفظه الله، ومتمنياتنا لها بالصحة والعافية والمزيد من العطاء والتألق...

وفقه الله وسدد خطاه وزاده من علمه ونوره ...

بقلم الأستاذ:

*عبد الواحد البقالي الله وليه.

*طنجة في : 22 ابريل 2021


القصيدة:

ثمة على الساحل الشمالي 

شاطىء يعرفني واعرفه ...

لي فيه رغبة الإبحار بلا خريطة 

بِلا برديات مسافات الغياب 

فليس في تناول ظهيراته الحارقة

إلا نفس السؤال القديم 

وحبال بالغة الإلحاح 

تتوسلني 

أين الجواب ؟

أين الجواب ؟

وحدها الموجات الوالهة بنا 

قادرة على فك ضفائر اللغز 

وحدها تطل على فؤادي 

من كم الضباب 

قصيدتي المؤجلة ..

تناشدني عربون محبة 

تمنحني القرار بلا قرار

تزرعني في عمق العمق 

تلقن صمتي حكمة الحرف

وأسباب العبور إلى مقام الشجاعة ...


وهذي النوارس تخلع أستار 

المرويات الغارقات في قعر المنسى 

تسأل عن جناح صفق حرا 

في وجه الفراغ 

على أهبة السفر الطويل كنا 

عمرا بلا انتماء ولا سجلات 

هنا حيث تاريخ الارض لايركض فيها 

مرضاة الريح سوى الريح 

يعاندها عناد الأشداء 

وفي ذروة التأمل الوارف المعنى 

يحدث أن يجذبني البحر 

من ذراعي الأيمن 

مثل جدة تخشى على حكاياها 

من النسيان و الضياع ...

يجذبني 

يهمس لي 

هل تعرف من أي الموانىء 

فكت حكايا الدهشة الاولى 

وأرخت حبال شراعها العتيق

وشدت حقائبها حيث سر الأسرار 

ذات وقوف على أهبة اللاعود

وانتظار ألق بطول أرصفة العشق ؟!!!

ناولني البحر رسالة في زجاجة 

بين سطورها رأيت ظلا لا انكعاس لي 

يقول من غاب منذ ألف خرافة 

رابضا في الأعماق لايهتم بغيره 

لا بالزمان ولا بعد الأيام 

وذاك أنه لا أنيس للجلال إلا نفسه 

فلطالما كان مكتفيا منذ الأزل بنفسه

بكأسه المملوء شرابا معتق 

يحضن أسرار عَرَقِ الغرقى 

ولا يهتم 

الا بمن يدلي للمرة الألف بالشهادة 

أن للغوص في الأعماق خشوع 

شبيه بكل طقوس العبادة ...

فذاك الأثر على كف الأرض 

وكل ما فاهت به شفاه الماء سواء 

كل في ذاكرة الزرقة وشم 

على جلد الوقت الذي لايفتن عن طقسه 

فكل ظل هو سر من أسرار المدى 

عميق الصدى 

بين كفي الأبد الأزرق 

كل العالم في حسبان المطلق 

سواء ...

يعجبني حد النشوة غرور البحر 

وما فيه من كبرياء .

Share To: