إدراك | بقلم الكاتبة السودانية هنادي إسحق إسماعيل 


إدراك | بقلم الكاتبة السودانية هنادي إسحق إسماعيل



في لحظةٍ ما ترىٰ ذاتك وكأنها لوحة جميلة، يعلوها غلاف  زجاجي رقيق وهش، لوحة معلقة علىٰ مِسمار مُهترئ مغروس في جدار قديم ومُتهالك .

المسمار الذي يمسكك في الجدار خرج عن مكانه قليلًا، عاجز عن حملك وقتًا أكبر!

يقابلك باب نِصف مفتوح، يُغلق أحيانًا ويُفتَح في أحيان أُخرىٰ، باب يفصلك عن  العالم بكل ما فيه، يدخل من هذا الباب أناس كُثر، أشخاص بأذواق ورؤىٰ مُختلفة، البعض منهم  يقف علىٰ بُعد منك يتأمَلك طويلًا ثم يذهب، والبعض لا ينتبه لك أساسًا، وكلما صفق أحدهم الباب في وجهك، تتأرجح علىٰ الحائط  تُوشك علىٰ السقُوط، لكنك وببساطة لا تسقُط..

في زمن ما .. تمنيتُ لو يعبر من الباب من  يقف بجانبك ويُشاركك أنتظارك لشيءٍ ما، شخص ينتبه لمعاناتك وأنت معلق بلا توازن، ولست في مكانك الصحيح، وأن نسمة هواء مهما كانت صغيرة قادرة أن تهزك فتكسرك، أن يبتسم لك حين يجد ما تحتويه من جمال ونقاء، يمحو عنك ما تراكم من غبار الأيام ، أن يجد لك مكان أفضل بعيدًا عن أي شيء يُمكنه أن يُوقعك فَتنكسِر..

كان هذا منذ زمن .. حين كُنت تمتلك رغبة وقُدرة علىٰ الإنتظار..

الآن تبتهل أن تنبت لك يدان ورجلان، أن تقف مُتشبثًا بمكانك  لوحدك  بكل  قوتك وجُهدك، وفي لحظات الضُعف واليأَس تتمنىٰ لو لك القُدرة أن تميل بذاتك أرضًا،

لو لك الخيار أن تقع فتكسر نفسك بِنفسك..!






Share To: