التفاصيل الصغيرة | بقلم الكاتبة المصرية أميرة محمد 


التفاصيل الصغيرة | بقلم الكاتبة المصرية أميرة محمد


تلك التفاصيل الصغيرة يا صديقي هي دائما ما أبحث عنه 

فاثناء جولتي بالأسواق تجدني أبحث عنها في كل ما أشتريه 

فأنظر الي كل شئ و لا أترك شئ و إلا بحثت عن تفاصيله  قبل الشراء .

فعندما يروا ما جنيت من رحله شرائي فينبهروا بها و يتردد السؤال المكرر لدي،

 كيف وصلتي لهذا المنتج الرائع الجوده!؟

فدائما تكون الأجابة إنها التفاصيل الصغيرة .

التي لو تتبعها شرطي فيصل حتما إلى الجاني و لو تتبعها أم و أب في تربية أولادهم سيخرجوا لنا أبناء أصحاء جسمانيا و نفسيا 

فالتفاصيل الصغيرة عندما تتراكم تصنع لنا الحدث الكبير .

ولكن وللأسف لكل شئ وجهان فمن يبحث عن هذه التفاصيل فأنه ينقب عنها في كل شئ .

فتلك الضجة التي بداخلك يكون سببها إدراكك لكل التفاصيل في  من حولك .

فمثلا...

تفاصيل أحداث حزينة مررت بها فليست الأحداث الأساسية هي ما تحزنك و لكنها التفاصيل هي ما تؤلمك ،هي التي لا تنسي بكل ما تحتويه من مشاعر عصفت بك في تلك الفترة من حياتك .

و عندما تدقق في علاقاتك بمن حولك و بكل تفاصيلها   قد يصيبك الخذلان و عدم الثقة بلأخرين.

فالتفاصيل ستكون هى أكثر ما سيؤلم قلبك و تكون هي من توصلك للإكتئاب و لحب العزلة و الأكتفاء بنفسك .

فكثره البحث عن التفاصيل تدمر أصحابها فلا يستطيعوا انكارها او العيش بدونها .

و لكن قد تقربنا من علاقات أخرى قد تظهر من الخارج أنها هشة وبلاقيمة و لكن لتمعنك و تدقيقك في التفاصيل تمسكت بهذه العلاقات  حتى تقوى رغم إنها كانت قد تبدو هشه للجميع  و لعلها تضمد التفاصيل المؤلمة  من علاقات أخري قد تبدو أقوى للآخرين.

أعرف مدي ألمك يا صاحب التفاصيل الصغيرة ، فأنا أتالم معك،وأعرف جيدا إنك تهتم بالتفاصيل الصغيرة لأنك تتعامل مع الدنيا بقلبك. 

 فشعرت بألمك و أحببت أن أُذكرك أنك لست وحدك ونحن معا و سنقوي بعضنا بعض للعيش بسلام في وسط تفاصيلنا الصغيرة التي تؤلمنا تاره و نفتخر بها تاره أخري.

فلولا هذه التفاصيل ما كنت نضجت ولا أصبحت هذا الإنسان الذي أنت عليه الآن،

 و لا كنت أستطيع أن أشعر بألمك و أكتب لك الآن و أحاول أن أدعمك .



Share To: