لوحه الشهيد للفنان صالح البرص تعبير صادق عن ضحايا زلزال 2023 | بقلم د/ أمجد عبد السلام عيد
 |
| لوحه الشهيد للفنان صالح البرص |
لوحة الشهيد الذى اهداها الفنان صالح محمد أحمد البرص لضحايا الزلزال الذى ضرب سوريا وتركيا 2023 والتى تتشابه مع لوحة الفنان سيلفادور دالى غزالة تحترق ربما من حيث الجو السريالى والحزن المنبعث من العملين المصاحب باستطاله الموتيفات بشكل غريب لتعبر عن الجو الماساوى المرعب الذى اراد الفنان ان يعبر بة عن ضخامه وجلل الحدث الذى راح ضحيتة العديد من البشر وهنا يبرز دور الفن ليعبر عن الاحداث والظواهر التى يمر بها البشر ،حيث قام الفنان برسم لوحته الشهيد فى ضوء مجموعه من المعاير العديدة نذكرها فى النقاط التالية من حيث البناء التصميمي للوحه نجد ان العمل يقوم في بنائه علي المحاور الأفقية والرأسية والمائلة ، وكذلك فأن العمل يقوم في بنائه علي الخطوط مختلفة الأشكال والاتجاهات الى جانب مفردات اللوحة والتي تجسدت فى مفردات آدمية كصياغته (المرأة والرجل والطفل)،ومفردات طبيعية فى صياغته (السماء والسحب)، ومفردات هلاميه خطيه فى صياغة (الاكفان )،أما بالنسبة للصيــاغــات والموتيفات التصــميـميـة فنجد انها تحققت من خلال أسس التصميم والمعالجات التبادلية ممثله فى المبالغة من خلال عنصر(المرأة والرجل) مقارنة بصياغة (الطفل) في الخلفية والتنوع في الأحجام بين حجم (المراءة والرجل ) في المقدمة والمؤخرة حيث صاغ الطفل بشكل مختلف، والترابط من خلال صياغة (المرأة ، الرجل، الطفل، خطوط الخلفية من اكفان وسحب وقمر شاحب )ونجد الإيقاع متجسد في الخطوط وتنوعها أسفل العمل وربطها بخطوط الخلفية بشكل يؤكد الإيقاع والثراء وتنوع الاشكال ، والاتزان أكدته صياغات العمل من خلال توزيعها بشكل متزن أما بالنسبة للجزيئات التصميمية فنجد انها ممثله فى كل جزيئات العمل حيث تتفاعل لينتج عنها مقدمة وخلفية ،تمثل المقدمة صياغتين هما (المرأة والرجل) بشكليهما الضخم، أما الخلفية فتمثل سلسلة من الصياغات بشكل مبسط وهي صياغات (الطفل أسفل العمل وأعلاه) فى يمين العمل والاكفان والسحب يسار ويمن العمل ) وقد صاغ الفنان مفردات اللوحة بشكل يحقق التنوع في أحجامها، وجاءت تأكيدا على وحدة العمل الفني من خلال تعدد الصياغات واختلاف أشكالها وترابطها وتداخلها في نسق تصميمي جيد أكد عليه الفنان من خلال بناء صياغاته وألوانه.
العمل في مجمله يأتي انعكاسا مباشراً للموت المحقق وهول الحدث وحالة الصدمة والزعر الذى اعترى العالم اجمع جراء الزلزال واستشهاد الآلاف من البشر فى غفله من الزمن فى حدث لم يحسب له أحد حيث نرى القصص والحكايات المأسوية وتشريد الآمنين وكانه كابوس وليس واقع حيث جسد الفنان الحدث فى شكل اكفان تحتوى البشر ولاتفرق بين احد محققا الترابط والتداخل،
اما بالنسبة لعمليات التصميم والعلاقات المتبادلة فنجد ان هناك حالة من الاحتواء والتي تجسدها الصياغات مختلفة في صياغة (المرأة والرجل والاطفال الملفوفة بالأكفان ) حيث حصد الموت أسر باكملها وفرق اخرين، كذلك احتواء الخلفية على القمر والسماء بخطوطها والوانها الموحية بالحزن والكآبة وكأنها تؤكدا على ان الموت محقق لامحالة ويقترب من الجميع ، وعملية الوحدة والتآلف في التصميم تظهر من خلال صياغة المفردات بشكل يؤكد على الوحدة والتآلف عن طريق توحيد صياغاته الآتية ( آدمية ، طبيعية ، خطية ) والأرضية الممثلة في الخطوط والمساحات الناتجة عن تلك الخطوط مما يحقق للتصميم تكامله، وعملية التوافق والتباين وتظهر عملية التباين من خلال الفوارق الواضحة في حجم الصياغات مثل المبالغة فى حجم صياغة (المرأة) في مقدمة العمل وحجم (الرجل) ثم تصغير أحجام بقية الصياغات في خلفية العمل والذى أظهر عملية التباين واكدت عليها، وعملية التناسق والتي تظهر بين صياغات العمل في ضوء تصميم ناجح وموحد وعملية التنوع بين التكبير والتصغير التي لجأ إليها الفنان في صياغاته تؤكد علي مبدأ التناسق وتجسيد المشهد الماساوى بقوة .
 |
| الفنان. صالح البرص |
 |
| د. أمجد عبد السلام عيد |
Post A Comment: