Articles by "أعمال فنية"
‏إظهار الرسائل ذات التسميات أعمال فنية. إظهار كافة الرسائل


ابتسام سليمان.. العاشقة بكل جوارحها | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد 


ابتسام سليمان.. العاشقة بكل جوارحها | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد



 واحدة من سلسلة مقالات (حكايات فلسطينية)..


لطالما ارتبط اسم فلسطين بحكاياتٍ لا حصر لها،  شكلت صورتها في الأذهان على مدار التاريخ وجعلتها أقرب إلى الخيال الذي طغى عليه الحزن والألم، وكما عرفنا الكثير عنها من روايات أجدادنا التي أنارت لنا الطريق وساهمت في تشكيل وعينا تجاه واقعها بمختلف أبعاده، آن الأوان لأصواتٍ مختلفة ومتنوعة بين الماضي والحاضر، لنحكي حكايتها أو لتحكي لنا الحكاية من منظورها وتجربتها الشخصية، بمفرداتها وأسلوبها ومن معايشتها لإنعكاسات وتبعات القضية الفلسطينية عليها في حياتها اليومية كمواطن، سواءاً كان يعيش داخل حدود الوطن المحتل أو خارجه في أي مكان في العالم.. لنتعرف على إنجازاتها وأعمالها ونقرب المسافات ونشهد على ميلاد لحظة، صوت وحكاية..


ويعد وجود الأصوات الفلسطينية من قلب الداخل المحتل اليوم بالإضافة إلى بقية المناطق ذا أهميةٍ كبرى خاصةً بعد محاولات عزلها لعقود بغية فصلها عن محيطها العربي وطمس ثقافتها وهويتها التعددية والحضارية، لذا ستشمل (الحكايات) مختلف التجارب من مختلف المناطق لنمد الجسور بين أبناء الوطن الواحد ومنه إلى بقية دول العالم، وكبداية لسلسلة جديدة من المقالات عن نماذج فلسطينية بارزة في مختلف المجالات ..


وصاحبة حكاية اليوم ليست هنا بصفةٍ فنية فقط بل بصفتها تجسد جسراً بشرياً وعاطفياً بين مختلف المناطق الفلسطينية، هي معلمة ومربية، رحالةٌ هائمة في حب الأرض تجمع بين عشقها للتراث ومواكبة نشاطات الأجيال الشابة لتقدم الصورة   والمتكاملة عن موطنها الذي يراه الناس بعيونهم فيما تراه بقلبها، ولتؤكد في كل مرة أن الحياة تليق بهذا البلد وأنها جديرةٌ بحمل اسمه، لها من إسمها نصيب وهي من تنشر الفرح بحماسها الدائم وتوقها إلى كل ما هو أصيل.. العاشقة والمصورة الفلسطينية ابتسام سليمان..



تتميز بشخصيةٍ خاصة وعدسة محبة متقدة بالشغف صنعت لها مساراً يشبهها بين الكثير من الأسماء البارزة في عالم التصوير الفوتوغرافي إن كان ذلك على صعيدٍ وطني أو عربي، فلقطاتها تجمع بشكلٍ عجيب بين البساطة والحرفية التي تجعلها قريبةً من الروح، ونرى تلك الحالة من التماهي بينها وبين المشهد سواءاً كانت خلف العدسة أم أمامها فهي على الدوام جزءٌ منه وليست منفصلةً عنه، كما أن علاقتها مع الأرض تفيض أمومةً وحناناً وانتماءاً لها، عدا عن حماسها الدائم لإكتشاف مناطق جديدة لم تسبقها إليها عدسة ولم تطأها الأقدام من قبل، وعلى عكس الواقع الحزين الذي تعيشه البلاد إلاّ أنها تبحث بإستمرار عن لحظات الفرح كما نقول في لهجتنا العامية (بسراج وفتيلة) لتزيح الحزن عن الأيام التي تمر بصعوبة تحت نير الإحتلال..


وتنسج (ابتسام سليمان) علاقةً حريرية بكل ما حولها لتستنطقه وتحثه على البوح بأسراره الدفينة، ولا تألوا جهداً في قطع المسافات بصحبة فريق (موطني) للتعريف بتاريخ كل منطقة ونقله إلى الأجيال الجديدة بأسلوبٍ جذاب ومشوق لا يخلوا من خفة الظل، فنراهم جميعاً يديرون الحوارات مع أهالي البيوت والقرى ويسألون أصحاب الخبرة وأهل المعرفة ممن كانوا شاهدين على حقبٍ هامة عاشتها مختلف المناطق الفلسطينية بالإضافة إلى الإستزادة من المعلومات حول الآثار التي تؤكد على حياة هذا الشعب وتنوعه الثقافي والحضاري، كما أن جهودهم ساهمت في توجيه الأنظار إلى الكثير من الأماكن المنسية وإعادتها إلى الذاكرة وإحيائها من جديد، ولا تقتصر هذه المساعي والجولات المصحوبة بكمٍ كبير من الصور الفوتوغرافية الجميلة على البيوت والآثار والمعمار بل تمتد لتشمل الطبيعة الخلابة التي تحتفي بها (ابتسام) على طريقتها وتوليها دلالاً من نوعٍ خاص، فإلى جانب تقديم مختلف أنواع المزروعات والفواكه والثمار والنباتات والأعشاب والأزهار التي تحتضنها أرض فلسطين نجدها تقدم من حينٍ لآخر نبذةً عنها وإشارةً إلى الأماكن التي تتواجد فيها عدا عن فوائدها والإستخدامات الممكنة لها، فتعيد إلينا تلك الحكايات التي ورثناها عن أجدادنا عن تلك الخيرات التي يزخر بها وطننا..


ولا تنتهي أسفار (ابتسام سليمان) بل نراها في المدينة إمرأةً مختلفة كلياً فهي جزءٌ فاعل وحقيقي من الحياة اليومية الفلسطينية وواحدةٌ من حارسات التراث الشعبي وكل ما ينبثق عنه، فتجدها بثوبها الفلسطيني في فعالياتٍ ثقافية واجتماعية ووطنية ونسائية لمختلف المناطق، تشارك أهلها أفراحهم وتنقل إلينا طقوس كل منطقة بتراثها الخاص إن كان على صعيد الملبس واللهجة والأغنيات الشعبية والعادات، كما تقدم المصنوعات والحرف اليدوية وتعرف بما تمتاز به كل مدينةٍ وقريةٍ فلسطينية مما يدعم الإقتصاد المحلي ويساعد في التعريف بالإرث المحلي ويحميه من الإندثار وينقله إلى الأجيال الجديدة من الفلسطينيين، ولا شك أن هذا المجهود الجبار والمستمر بشكلٍ يومي لم يكن ليستمر إن لم يكن نابعاً من قلبٍ يعشق وطنه بكل جوارحه ويؤمن بدوره الذي يقوم به على أكمل وجه وبكل محبة ويعطيه نكهةً خاصة تضيف جمالاً إلى جماله..


وبكل بساطة وثقة نستطيع القول أن (ابتسام سليمان) أكثر من مجرد فنانة مبدعة في مجال التصوير الفوتوغرافي وأكثر من مجرد سيدة مجتمع، بل هي وجهٌ أصيل، محبوب، مثقف، متواضع، عابر للثقافات والإختلافات، منتمية بشدة إلى بيئتها ومحبة حقيقية للآخرين فهي فلسطينية من شعر رأسها حتى أخمص قدميها، وواحدة من أهم سيدات الحكايا الفلسطينية التي استطاعت الحفاظ على التراث وتقديمه بأمانة كما قدمت صورةً واقعية عصرية مشرقة عن فلسطين تمسح عن وجنتيها الدموع لترسم محلها.. ابتسامة..


خالد جهاد..


ابتسام سليمان.. العاشقة بكل جوارحها | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

ابتسام سليمان.. العاشقة بكل جوارحها | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

ابتسام سليمان.. العاشقة بكل جوارحها | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

ابتسام سليمان.. العاشقة بكل جوارحها | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

ابتسام سليمان.. العاشقة بكل جوارحها | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

ابتسام سليمان.. العاشقة بكل جوارحها | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

ابتسام سليمان.. العاشقة بكل جوارحها | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

ابتسام سليمان.. العاشقة بكل جوارحها | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

ابتسام سليمان.. العاشقة بكل جوارحها | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

ابتسام سليمان.. العاشقة بكل جوارحها | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

ابتسام سليمان.. العاشقة بكل جوارحها | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

ابتسام سليمان.. العاشقة بكل جوارحها | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

ابتسام سليمان.. العاشقة بكل جوارحها | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

ابتسام سليمان.. العاشقة بكل جوارحها | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

ابتسام سليمان.. العاشقة بكل جوارحها | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

ابتسام سليمان.. العاشقة بكل جوارحها | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

ابتسام سليمان.. العاشقة بكل جوارحها | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

ابتسام سليمان.. العاشقة بكل جوارحها | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

ابتسام سليمان.. العاشقة بكل جوارحها | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

ابتسام سليمان.. العاشقة بكل جوارحها | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد






ابتسام سليمان.. العاشقة بكل جوارحها | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد
خالد جهاد 



قرية جريس..أصوات الماضي في أحضان الصورة | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد


قرية جريس..أصوات الماضي في أحضان الصورة | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد



في لحظةٍ تتسرب من قبضة الأيام وفي مشهدٍ يبدو سوريالياً أو مناقضاً للواقع الذي زحفت عليه (الحداثة) حتى أفقدته هويته، تطل قريةٌ (جريس) المصرية برأسها وتعلو شفتيها ابتسامةٌ تشبه تلك التي ترتسم على ملامح الناجي بأعجوبةٍ من حربٍ ما، يتفقد جسده بإمتنان ويتأكد أنه لا زال على قيد الحياة بعد ما فعلته به (الحياة)، حيث يكاد النشاز يطغى على جمال صوتها الأصلي تحت مسمى (إيقاع) العصر..



فتتراقص فيها الأواني الفخارية التي تشتهر بها بين يدي صانعيها، أولئك الذين لا زالوا يقاومون بحرفيتهم ومن خلال مهنتهم الكثير من الثقافات الحديثة والوافدة عليهم، والتي لا تشبه طباعهم وهويتهم المعجونة بطين الأرض وترابها، وتنتمي إلى ريفهم حيث لا زال للبيوت المتلاصقة وتغريد الطيور وحفيف الأشجار وخرير المياه معنىً مختلف يكاد يكون هو البقية الباقية من ما توارثوه عن أجدادهم منذ زمنٍ طويل، ويكتسب في هذه المرحلة قيمةً أكبر وسط هذا الكم من الصعوبات التي يكابدها البشر للعيش والإستمرارية وكأنه بمثابة طوق النجاة واليد الحانية التي تربت على كتفهم وتمسح على جراحهم التي خلقها الواقع، ولا يملكون سوى الضحكة التي تهبهم شيئاً من النسيان وكثيراً من الرضا والإتزان لتجاوز ما لا يمكن تجاوزه بدونه، ويحتاج إلى معرفةٍ (فطرية) بعيداً عن التنظير بطبيعة المحيط الذي يسكنه وأهمية دوره فيه..


ففي الوقت الذي قد ينظر البعض فيه إلى هذه القرية المصرية التي تجمع بين الجمال والبساطة دون بهرجةٍ واستعراض كمكانٍ يحيا (خارج الزمن).. يتضح لنا أن هذا المكان وما يماثله من أماكن في مختلف بلاد العالم هو الحقيقة الوحيدة التي نراها في (عين الزمن) وقلبه ويخاف منها الكثيرون، ربما لأنها قد تذكرهم بصوتٍ خافت كان يعلو بداخلهم ذات يوم وأوشك على التلاشي في أحضان المجهول..


ولا شك أن عدسة المصورة المبدعة (أميرة الغندور) استطاعت  كعادتها أن تلامس روح القرية وأهلها، واستطاعت أن تقدم الجانب الإنساني لهم خارج الصورة المعتادة التي تنشغل بتصوير الريف وعملية صناعة الفخار لتقدمها ضمن تقارير موسمية سواءاً كانت مصورةً أو متلفزة، ففردت مساحةً بارزة لعلاقة القروي بأرضه ومكانه وشعوره بالتوائم معها ومع ذاته بصمتٍ بليغ وتوظيفٍ ذكي للإضاءة بدرجاتها وألوانها، أبرز أكثر من وجه وعدة انطباعات عن نفس الأشخاص، ولربما كانت تلك المرة الأولى التي يتسنى فيها لبعضهم أن يرى نفسه بشكلٍ متجرد وغير اعتيادي رغم توافد المصورين على هذه القرية، وهو ما يؤكد على تميز القلة بذلك الحس الجمالي بالمشهد والناس وما يرفعهم إلى مرتبة الفنان، والتي لا يصل إليها سوى من يمتلك الشغف والموهبة ويحسن إداراتها وتوجيهها والتعامل معها، ويرى فيها انعكاساً لمشاعر الآخرين على تنوعهم واختلافهم فيدخل إلى أعماقهم ليصل إلى أبعد وأصدق نقطةٍ فيها..



ملاحظة: جميع الصور بعدسة المصورة المصرية أميرة الغندور وتنشر لأول مرة..


خالد جهاد..



قرية جريس..أصوات الماضي في أحضان الصورة | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

قرية جريس..أصوات الماضي في أحضان الصورة | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

قرية جريس..أصوات الماضي في أحضان الصورة | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

قرية جريس..أصوات الماضي في أحضان الصورة | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

قرية جريس..أصوات الماضي في أحضان الصورة | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

قرية جريس..أصوات الماضي في أحضان الصورة | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

قرية جريس..أصوات الماضي في أحضان الصورة | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

قرية جريس..أصوات الماضي في أحضان الصورة | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

قرية جريس..أصوات الماضي في أحضان الصورة | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

قرية جريس..أصوات الماضي في أحضان الصورة | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

قرية جريس..أصوات الماضي في أحضان الصورة | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

قرية جريس..أصوات الماضي في أحضان الصورة | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

قرية جريس..أصوات الماضي في أحضان الصورة | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

قرية جريس..أصوات الماضي في أحضان الصورة | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

قرية جريس..أصوات الماضي في أحضان الصورة | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

قرية جريس..أصوات الماضي في أحضان الصورة | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

قرية جريس..أصوات الماضي في أحضان الصورة | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

قرية جريس..أصوات الماضي في أحضان الصورة | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

قرية جريس..أصوات الماضي في أحضان الصورة | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد



قرية جريس..أصوات الماضي في أحضان الصورة | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد
خالد جهاد


 

أبولونيا.. جمال ليبي متعدد الوجوه | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد 


أبولونيا.. جمال ليبي متعدد الوجوه | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد



لم ينصف الإعلام (كعادته) ليبيا فلم نعرف الكثير عن الجمال الذي تتمتع به والإرث الحضاري والتاريخي الذي تحتضنه أرضها ويجعلها بلداً استثنائياً يمتلك مقوماتٍ تضعه في مصاف الدول المتقدمة كالكثير من بلادنا التي تستحق تلك المنزلة بجدارة، فلديها عدد كبير من المواقع الأثرية ذات القيمة والمكانة المرموقة على أكثر من مستوى، ومنها موقع (أبولونيا) الليبي الذي يمتد تاريخه لأكثر من ثلاثة آلاف عام على الأقل..


والذي أسسه الإغريق في منطقة (قورينائية) شرق ليبيا وتحديداً ضمن منطقة الجبل الأخضر، وسميت بهذا الإسم نسبةً إلى معبودهم (أبوللو) وكان مقر عبادته في جزيرة دلفي أقدم معبد ديني في بلاد اليونان القديمة، وهو إله للكثير من الأمور (حسب ما اعتقد اليونانيون) فهو إله الشمس، إله الموسيقى، إله الرماية، إله الشعر، إله الرسم، إله النبوءة، إله الوباء و الشفاء، إله العناية بالحيوان، إله التألق، إله الحراثة، كما أنه إبن الإله (زيوس) والإلهة (ليتو) والأخّ التوأم لأرتميس وهي إلهة الصيد والبرية، حامية الأطفال، وإلهة الإنجاب وكل ما يتعلق بالمرأة، وتعتبر (آرتميس) إحدى أهم وأقوى الآلهة، حيث أنها تنتمي للأولمبيين أو الآلهة الإثني عشر، وهي ابنة كل من (زيوس) ملك الآلهة والإلهة (ليتو) وهي أيضاً الأخت التوأم لأبولو..


وقد حملت هذا الإسم حتى ظهور المسيحية لتتحول بعده إلى (سوزوسا) نسبةً إلى أحد ألقاب السيدة مريم العذراء عليها السلام ومعناه المنقذة، وبعد الفتح الاسلامي تحول الإسم إلى (سوسة)، والتي تعد ثاني أكبر مدينة رومانية في العالم وهي واحدةٌ من أجمل المناطق التي عرفت بمساحاتها الخضراء الشاسعة ومحمياتها الطبيعية وجبالها الشامخة وأرضها الخصبة ومناخها الفريد، وتتعدد أشكال الحياة البرية فيها كما تضم الكثير من الحيوانات والفصائل النادرة، وهي من أهم المواقع الليبية وأجملها حيث قام اليونانيون بتسميتها وتأسيسها عام ٦٣١ قبل الميلاد كما اتخذوها كميناءٍ خاص بقورينا التي تبعد عنها نحو عشرين كيلو متراً ، كما وتصنف كواحدةٍ من إحدى المدن الليبية الخمس (البنتابوليس) في العصر البلطمي لإحتوائها على خمسة مراكز عمرانية كبيرة هي قورينا (شحات)، أبولونيا (سوسة)، طلميثه (بطوليمايس)، يوهيسبرديس – برنيقي (بنغازي)، وتوكره (العقورية)، والتي أسسها الإغريق لتكون مركزاً لحضارتهم في إفريقيا منذ بداية القرن السابع قبل الميلاد وتقع جميع هذه المدن في شرق البلاد، ولكلٍ منها طبيعتها الخلابة وقيمتها الجمالية والثقافية والحضارية.. 


كما وأن المعالم الأثرية التي تم اكتشافها في هذه المدينة العريقة تعبر عن ثرائها ومرورها بمراحل متعددة تبدأ من الإستيطان الإغريقي إلى الروماني فالبيزنطي ومن أهمها: أسوار المدينة والتي يعد أشهرها السور الخارجي الذي تم بناؤه في العصر الهليني وأعيد ترميمه في العصر الروماني، ميناؤها أو (حوض أوبولنيا) المعروف محلياً باسم (القوليبا)، كهف (هوا فطيح) الذي يعد أحد أكبر التجويفات الطبيعية في حوض البحر المتوسط، الجزء المحصن من المدينة ونقصد به (الأكروبوليس)، حوض الملكة (كليوباترا) التي كانت تستمتع به عند زيارتها للمدينة، الأبراج والمقابر، الكنائس الشرقية والغربية والوسطى بالإضافة إلى الكنيسة ذات الحنية الثلاثية التصميم والتي تقع خارج الأسوار، قصرالدوق وهو مقر سكن حكام الإقليم، الحمامات الرومانية، الحمامات المجاورة لآثار القصر البيزنطي، والذي استعمله الرومان كمقر للقيادة العسكرية قبل البيزنطيين ويحتوي على ١٠٠ حجرة ولم يتم استخدامه بعد الفترة البيزنطية، والمسرح الإغريقي الروماني قرب الشاطئ خارج أسوار المدينة القديمة وغيرها من المعالم الأخرى..

 


وقد لفتت آثار (سوسة) انتباه الكثير من الرحالة والمهتمين بالآثار، وبدأت أعمال الحفر والتنقيب فيها منذ عقود وأسفرت عن ظهور الكثير من معالمها فضلاً عن اللقى الأثرية التي استدعت تخصيص متحف تعرض بداخله القطع التي وجدت بالمدينة مثل بعض التماثيل والنقوش الكتابية واللوحات الفسيفسائية حيث يوجد من بين معروضات هذا المتحف قاعدة تمثال تعود إلى القرن الثالث قبل الميلاد نقشت عليه قصيدةٌ شعرية للشاعر (كاليماخوس) تبجل ملك قورينائية (ماجاس)، كما عثر كذلك على نقشٍ جنائزي يعود إلى الفترة الرومانية، ونصب تحديد أرض عليه كتابة منقوشة باللغة الإغريقية يعود إلى القرن الميلاد الأول، وجزء من غطاء قبر عليه رموز إغريقية، كما ويحتضن المتحف العديد من التماثيل من بينها تمثالٌ لآلهة الحكمة (أثينا)، وتمثالان لإمرأتين ثريتين من (أبولونيا) قامتا بأعمالٍ جليلة للمدينة، وكذلك نحت لسيدة قد همّت بفتح صندوق ملابسها يعود تاريخه إلى نهاية القرن الخامس قبل الميلاد، كما يحتوي المتحف على بعض اللوحات الفسيفسائية التي عثر عليها في عدة مواقع من المدينة، من بينها لوحة فسيفسائي وجدت بأرضية الكنيسة الشرقية بالمدينة وهي تعود إلى القرن الخامس أو السادس الميلادي..


كما تجب الإشارة إلى وجود جزءٍ من آثار (أبولونيا) تحت مياه البحر، ويعلل خبراء الآثار ذلك أنه نتيجة للهبوط المستمر للطبقات الأرضية عن مستوى سطح البحر مما أدى إلى غمرها بمياهه، عدا عن أن زلزالاً مدمراً تحت البحر ضرب جزيرة (كريت) في ٢١ يوليو  عام ٣٦٥ ميلادية مما تسبب في غمر مياه البحر لأجزاءٍ من ساحل المدينة ومنطقة الميناء، وعدا عن كل ما ذكر عن آثار (سوسة) وعظمتها فإنها تظل مكاناً ذا خصوصية في ذاكرة الليبيين إبان الإحتلال الإيطالي حيث سجن فيها قائد المقاومة الليبية (عمر المختار)، ومن مينائها نقل على ظهر سفينة إلى مدينة (بنغازي) ثم إلى بلدة (سلوق) التي أعدم فيها، لتتحول إلى أحد معاقل النضال الوطني والإنساني إلى جانب جمالها وتاريخها العريق الذي طبع بصماته في كتاب الحضارة التي لا تموت..


خالد جهاد..



أبولونيا.. جمال ليبي متعدد الوجوه | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

أبولونيا.. جمال ليبي متعدد الوجوه | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

أبولونيا.. جمال ليبي متعدد الوجوه | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

أبولونيا.. جمال ليبي متعدد الوجوه | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

أبولونيا.. جمال ليبي متعدد الوجوه | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

أبولونيا.. جمال ليبي متعدد الوجوه | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

أبولونيا.. جمال ليبي متعدد الوجوه | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

أبولونيا.. جمال ليبي متعدد الوجوه | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

أبولونيا.. جمال ليبي متعدد الوجوه | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

أبولونيا.. جمال ليبي متعدد الوجوه | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

أبولونيا.. جمال ليبي متعدد الوجوه | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

أبولونيا.. جمال ليبي متعدد الوجوه | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد



أبولونيا.. جمال ليبي متعدد الوجوه | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد
خالد جهاد