لُطف القدر | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن 


لُطف القدر | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن


إن القدر هو الأمر الوحيد المفروغ منه الذي يؤدي بحياة الواحد منا للنجاة قبل السقوط في بئر المصائب التي يُلحِقها المرء بذاته من حين لآخر بفضل اتباعه لأفكاره المُحبِطة التي تجعله يتراجع للخلف لا محالة ، فالتسليم بقضاء الله هو السُنَّة الواجب اتباعها دون أي امتعاض أو تأفف ، فالمشيئة الإلهية هي ما تُنقِذك من السير وراء خطوات الشيطان الذي لا يبغى لك سوى الشر والهلاك والضياع التام في الدنيا والآخرة ، لذا عليك أنْ تحمد الله على تلك الأمور التي تحدث لك فهي مكتوبة منذ بدء الخليقة ولا يوجد ما هو أنسب منها لك ، فلا تعترض أو تضجر من أية أحداث تجري بحياتك بل استقبلها بروح مستبشرة متفائلة عساها تُوصِّلك لذلك الأمر الذي تتمناه ، فأقدار الله الخفية ورحمته وحكمته قادرة على تغيير مسار حياة أي امرئ دون دراية أو تدخل منه ، فإنْ توكل كل منا عليه دون تفكير زائد لتغيرت حياتنا نحو الأفضل بلا شك ، فالقدر يُمثِّل طوق النجاة الذي يُنقِذ المرء من الغرق ، جسر العبور الذي يأخذ بيده نحو طريق الفلاح والصلاح ، بوابة المرور نحو نعيم الجنة في دار الآخرة ، فهو لُطف من الله ينجي به عباده من التورط في أي مشكلات أو السقوط في أية مآزق ، فهو يخفف من وطأة أي شعور قد يصيبهم إثر التعرض لأي موقف عصيب قد يتخيل المرء أنه يفوق قدرته على التَحمُّل أو التجاوز ، لذا علينا التَقبُّل والحمد الدائم لله على جميع نِعمه وأقداره التي تنتشلنا من ضيق تفكيرنا نحو رحاب التدبير الدقيق لله _ عز وجل شأنه _ فهو الأكثر دراية بما يناسب جميع خلقه وما يجعل حياتهم أكثر صلاحاً واستقراراً ، فلا علينا أنْ نقلق بشأن أي أمر فيها فالله سوف يسوق إلينا الحلول بغتة دون أنْ نُرهِق أنفسنا في دوامة الفكر الضحل الذي لا يؤدي للنتائج المرجوة ، فالتوكل هو الحل الأمثل لكل أمور الحياة بعدما نُكرِّس كل ما بوسعنا من جهد دون تراخٍ أو تكاسل ...





Share To: