حائطٌ من ورق | بقلم الكاتبة المصرية أميرة محمد
قال نزار القباني قديماً :
"لماذا تخليت عني ..إذا كنت تعرف أني ..أحبك أكثر مني لماذا ؟"
هذه ليست كلمات فحسب و لكنها تساؤل ناتج عن دهشة وعدم تصديق للواقع المخزي .
لماذا تركتوني وأنا في حاجه إليكم ؟
سؤال ناتج عن صدمة ،كيف لهؤلاء الذين عشنا معهم عمرنا وتركنا بأيديهم حياتنا، الآن يتلاعبون بنا و لا يهتمون تماما لما يحتوينا من ألم؟!!
كيف لا تسمعوا صراخنا ؟!وكنَا نسمع صمتكم .
كيف لا ترونا بأعين الحب والرحمة؟! كما رأيناكم .
والأسوأ كيف نثق بالآخرين؟؟ وأنتم من كنتم لنا الحماية من الآخرين !!
أتسائل دوماً، هل نحن من تسببنا في ذلك ،
أم أنتم ؟
هل نحن سيئين لهذه الدرجة؟ أم أنتم ؟ إستكثرتم علينا حتى الإنشغال بحزننا و ضعفنا .
و كثرت الأسئلة التي ليس لها إجابة،
ولكن في النهاية؛
نحن لم نقترف أي خطأ حين جعلناكم في حياتنا الحائط و السند ولكن الخطأ بأننا عندما رأينا منكم السوء أغمضنا أعيننا كأننا لم نراه حتى أصبح كثيراً ففُتحت أعيننا رغماً عن إرادتنا .
نحن لم نخطئ؛ إلا في كثرة تبادل الأسئلة حتى مرضنا وفقدنا صوابنا تماما من أجل من لا يكترث ولو بتطييب كسرة قلوبنا ولو على سبيل الصدقة .
فلا تصدق أحداً من حولك فجميعهم ورق وأنت الباقي وحيداً دائما و لكن أنت لم تري أنك قوي وحدك أكثر مما كنت عليه معهم و هم يستنفزون طاقتك،
لم نرى وحدتنا ونحن بجانبهم لأننا كنا لا نرى أنفسنا وقتها ولكن كنا نراهم .
كنا نرى سعادتنا في سعادتهم ولكنهم لم يروا إنطفاء روحنا رغم أنهم كانوا بأرواحنا.
فعندما شعروا بهذا الإنطفاء نسوا أيامًا كنا نضيء أيامهم سعادة و ذهبوا عنا و تركونا في الظلام وحدنا .
و تخبطنا كثيرا داخل ظلامنا،
رفعنا أيدينا لأعلى ما إستطعنا للعثور على من ينتشلنا من عواصف الوحدة و اليأس .
حاولنا أكثر وأكثر حتى يأسنَا و إعتدتنا الظلام والوحدة
فجاؤوا بعد ذلك يريدون أن نجلس معهم في الصباح ونتبادل الأحاديث كما كنا نفعل قديما .
ونسوا أننا أصبحنا كائن كاره للضوء و لدينا حساسية منه ،
و صرنا لا نجيد المحادثة فنسينا الكلام كما نسونا هم ،
فلا تعتبوا علينا وعلى عزلتنا ،
فعزلتنا داوت جراح ظلت تنزف سنين طوال .
وأنتم معكم الدواء ولكن لم تلتفتوا إلينا فنحن لسنَا بسيئين
ولكن السيء هو أنكم من أوصلتمونا لهذا الطريق الغارق بالظلمة و الحزن و الخذلان .
Post A Comment: