ديون لا تُرَدْ | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن 


ديون لا تُرَدْ | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن



 السلام عليكم ،

 ديون لا تُرَدْ : 

بينما تكون الأموال ديوناً تُقتَرض ويمكن رَدها نجد أن هناك ديوناً أخرى لا تُرَد فهي أكثر قيمةً من ذلك ومن بينها تقديم الخير أو العطاء الفياض الذي يجود به بعض البشر في أغلب المواقف سواء من خلال المشاعر أو إسداء النصائح أو الوقوف بجانبنا وقت الضيق والشدة ومؤازرتنا والإحساس بما نمر به حينها ومهما قدَّمنا لهم لن نُوفِّيهم حقهم الذي أغدقونا به ، وكذلك كفالة طفل يتيم حرَمته الحياة من معرفة أبويه منذ أنْ نشأ ومحاولة تربيته بأفضل صورة ممكنة فتلك من أعظم العطايا التي يمكن تقديمها لأحد شريطة ألا تذله بها يوماً ما أو تطلب ثمن ما أنفقته عليه طيلة حياته أو تُهينه من خلال بعض الكلمات التي لا تُفيد ولكنها تُشعِره بكم المِنح التي قدمتها له وهذا ما يؤثر في نفسيته بالسَلب ويؤذيه وينتقص من قَدْرِه أمام ذاته وقد يترك أثراً داخله يدوم طيلة حياته ، فإما أنْ تُقدِّم الخير بطيب خاطر أو لا تُقدِم عليه منذ بادئ الأمر ، فتلك الأمور ثوابها عظيم عند الله ولن يتذوقه سواك لذا عليك أنْ تتحلى بصفاء النية ونقاء القلب حتى لا ينقلب ما تفعله للنقيض بفعل محاولتك لإظهاره أو التباهي به ، فالله هو ما جعلك الوسيط لتَحقُّق هذا الأمر وزرع فيك بذرة الخير التي تؤهلك لذلك ، فلا تُضيِّعها بكثرة التفاخر بما تفعل حتى لا تندم على فقدانك لجزائها العظيم الذي ستناله بمشيئة الله وقدرته ، فعلينا أنْ نعلم أن ذاك الخير الذي ننثره لا يضيع هباءً إنما يُدَّخر كجبال من الحسنات التي ترفع من قدر أعمالنا الصالحة فتقودنا نحو طريق الجنة في نهاية الرحلة ، فيجب ألا نتوقف عن البذل طالت بنا الحياة أو قصرت ، فدائرة الخير هي الدائرة الوحيدة الغير مفرغة التي لا ينتهي مفعولها أبداً ...



Share To: