رشيد عيادي.. الوجه المشرق للجزائر | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد 


رشيد عيادي.. الوجه المشرق للجزائر | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد



تنبعث رائحة الأصالة وعطر الصحراء الجزائرية من بين لقطاته التي تتغلغل في قلب تضاريسها وأبنائها لترسم مسار موهبته التي تستوحي أفكارها من بيئته الأم، تلك التي تمتاز بفرادتها وجمالها وتنوعها وسحرها العجيب الذي لا يمكن تفسيره قدر الشعور بأثره في النفس، ولذا كان الفن بأشكاله المتعددة مرسالاً بين البشر وحواسهم ليترجم لهم ما يعجزون عن صياغته بالكلمة، ولتكون الصورة وسيلة فناننا في التعبير عن ما يختلج في صدره معانقاً إحساسه بوطنه وأهله ولتحمل توقيع المصور الفوتوغرافي الجزائري رشيد عيادي..


تخيم السكينة على أعماله وكأنه يتعمد التعمق في اللحظات التي يعيشها الإنسان بين الصمت والكلمات، والتي يميل فيها إلى التواصل بحواسه مع نفسه وكل ما يحيط به وكل ما يمكن أن تنسج معه علاقةٌ تخلق رابطاً من الذكريات التي لا تموت، فتبدأ مع الطبيعة وتنتهي بها في طريقٍ يمر به الإنسان ليشكل همزة وصل بين البدايات والنهايات، والتي يبرز من خلالها البيئة التي ترعرع فيها وكبر بين أحضانها وألِفَ مفرداتها، لذا نرى حرصه على التقاط بصمات التراث الجزائري ورقصاته الشعبية وهي تتداخل مع بعضها لتمتزج وتعكس حالةً من التصوف والإستغراق في التأمل والبحث عن الذات، فالقلب مرآة للأرض تحن إليها وتتكامل معها وتذوب بكليتها مع كل عناصرها التي تحمل بداخلها شيئاً منا ونحمل بداخلنا كل ما فيها وإن لم ندرك ذلك..


تطوف عدسة عيادي مختلف المناطق الجزائرية وتنتقل كجسرٍ بين الجبل والصحراء والمدينة بمختلف أبعادها وتناقضاتها والتي تزخر كل منها بحكاياتٍ لم نعرفها من قبل عن الجزائر وعن تراثها الغني بالتفاصيل المبهرة والتي يغوص فيها عبر رحلةٍ روحية تحتفي بالحياة وترصدها بين ألوان الأضواء والظلال وايقاعات الشجن اللا متناهي والذي يتسرب من الأعين كما تنساب حبات الرمال من قبضة اليد، ولعل الوجوه التي تتأرجح بين غيابٍ وحضور في أعمال مصورنا هي العنصر الأكثر دفئاً وتأثيراً في الحالتين وكأن هناك دوماً سعياً للتواجد الجماعي الذي يترسخ في ملامح الأفراد الذين يشعرون بالوحدة ويبحثون عن هذا الإحساس عبر استعادة ذكرياتهم وذاكرتهم التي ازدحمت بالأحداث وباتت خاليةً من البشر الذين كانوا يزينون الصباحات ويضحكون بين الأزقة ويطلون عبر النوافذ ويتبادلون بصحبتهم أطراف الحديث الذي غاب بغيابهم وغابت معه الكلمات ومذاق الأيام..


كما نلحظ تلك المقارنة بين الماضي والحاضر في صور رشيد عيادي بأسلوبٍ بعيد عن المباشرة لكنه يتجلى في اختيار الأماكن والأشخاص والحالة التي يعيشونها والتركيز على عناصر تنحاز إلى الجذور وترى ملامحها حتى في ذروة الصخب الذي تعيشه المدن، والذي يرتدي ثوباً مختلفاً في لقطاته التي يحاول أن تكون توأماً لمجموعته التراثية لتقدم وجهاً متكاملاً للمجتمع الجزائري، وهو ما قدمه في عدة معارض هامة، كما فاز بالمرتبة الأولى التي استحقها بجدارة في (الصالون الوطني للصورة الفوتوغرافية) التابع لوزارة الثقافة والفنون وذلك تقديراً لأعماله واسهاماته في نقل الحالة الجزائرية إلى المتلقي وكل محب لها وراغبٍ في التعرف على أسرارها..


رشيد عيادي.. الوجه المشرق للجزائر | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

رشيد عيادي.. الوجه المشرق للجزائر | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

رشيد عيادي.. الوجه المشرق للجزائر | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

رشيد عيادي.. الوجه المشرق للجزائر | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

رشيد عيادي.. الوجه المشرق للجزائر | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

رشيد عيادي.. الوجه المشرق للجزائر | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

رشيد عيادي.. الوجه المشرق للجزائر | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

رشيد عيادي.. الوجه المشرق للجزائر | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

رشيد عيادي.. الوجه المشرق للجزائر | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

رشيد عيادي.. الوجه المشرق للجزائر | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

رشيد عيادي.. الوجه المشرق للجزائر | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

رشيد عيادي.. الوجه المشرق للجزائر | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

رشيد عيادي.. الوجه المشرق للجزائر | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

رشيد عيادي.. الوجه المشرق للجزائر | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

رشيد عيادي.. الوجه المشرق للجزائر | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

رشيد عيادي.. الوجه المشرق للجزائر | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

رشيد عيادي.. الوجه المشرق للجزائر | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

رشيد عيادي.. الوجه المشرق للجزائر | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

رشيد عيادي.. الوجه المشرق للجزائر | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد



رشيد عيادي.. الوجه المشرق للجزائر | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد
رشيد عيادي 


رشيد عيادي.. الوجه المشرق للجزائر | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد
خالد جهاد 



Share To: