أسرار تقدم الغرب | بقلم الكاتبة امل العبويني


أسرار تقدم الغرب | بقلم الكاتبة امل العبويني



هل الغرب بالفعل متقدمين عن العرب و بقية العالم ؟و بماذا هم متقدمين و هل بالإمكان أن نصبح مثلهم ؟


لا يختلف اثنان في حقيقة كون الغرب متقدم عنا في كل المجالات فكريا و صحيا و ثقافيا و حضاريا و تكنولوجيا غير أننا ما زلنا نحتفظ بما فضلنا الله عن باقي الأمم الا و هو الدين الاسلامي منذ ما يقارب ال١٤٥٠عام و ما زلنا نقارع البعض في اساسيات هذا الدين التي أصبحت شبه موروثة في دمائنا فهل هناك مؤامرة فعلية على العرب لجعلهم يراوحون مكانهم منذ نزول الوحي إلى الآن مرورا بالنهضة العلمية و الفكرية التي كان ينعم بها العرب و قد ذهبت نتيجة لحروب داخلية و خارجية حتى جاء ذلك البعبع المسمى بالغرب و نهب و قتل و استوطن في بلاد العرب فكنا و ما زلنا نتغنى بذلك الماضي أين سر ذلك التقدم الذي طالما أردنا أن نلحق بركبه؟ و إن كان السر كل هذه الحروب هو نهب ثروات تلك البلاد إذن الإجابة بمنتهى البساطة هو المال فبينما هنا في بلاد العرب لا يقدرون المال حق قدره فيبذخون بكل ما أوتوا لشراء كل ما يلزمهم و لا يلزمهم حتى في الكرم هم يختلفون عن كل شيء و بمقارنة بسيطة نجد أن الغرب لا يقدر المال فحسب بل و يولونه أهمية كبرى ،هنا في أوروبا تحسب المعيشة بالعملة الرسمية اليورو و أكاد أؤكد لكم أن الجميع بالمطلق يحسب احتياجاتهم بالسنت و هي الأقل حيث أن كل يورو يعادل ١٠٠سنت بينما العرب يتجه إلى العولمة غير ابه بالركيزة الاولى التي يبني عليها التقدم و التطور إلا و هو المال هنا في أوروبا هو سيد الموقف .

انا بالمطلق لست ضد أن نصبح علنيا مجتمع مادي لا نتوارى وراء المثل و الاخلاق بينما يحكمنا المال في كل تصرف فعليا حتى العلاقات التي كنا نتباهى بها أصبحت الآن على مبدأ المصلحة و المنفعة الشخصية و لكن على استحياء فهنا مجتمع يتعامل بمبدأ أن كل شيء له ثمن و طبعا لا اشياء تقع خارج القانون حيث لا تجاوزات تذكر كل ذلك يبدأ ذلك بان نحسب احتياجاتنا و مقدراتنا قبل بأي عمل أو مشروع عملي أو انساني و على مبدأ اعقل و توكل أما أن نتواكل في حياتنا فتلك هي المصيبة الكبرى و إن أردت ضرب مثل بسيط هنا في أوروبا إنجاب طفل يحتاج إلى تخطيط و إدارة تفوق التخطيط لدراسة الطب أو الفيزياء . و لذلك نجدهم مقلين جدا في إنجاب الأطفال فيكفيهم طفل أو اثنين على أبعد تقدير و العامل الثاني و الاهم هو تقدير الوقت فباللغة الإنجليزية time is money اي ان الوقت هو المال هنا في أوروبا أو الغرب ليسوا مستعدين لتقديم اي شيء بدون مقابل حتى الاستشارة أو النصيحة بمال و أجد أن ذلك الأصوب تقديرا لذلك الوقت و العمر الذي يضيع بلا فائدة و لا تقدير من أحد فكل خدمة يقابلها مال يدفع و ما تدفع مقابله يبقى في نظرك غاليا لا تفرط به و حتى و إن كان هناك أوقات فراغ فهم يعطون أنفسهم و عائلاتهم و أولادهم الأولوية في استثمار اوقات الفراغ و إن كان لديهم القليل من الوقت يستثمروه بالقراءة و هاذا ما أمر الله سيدنا محمد في بداية نزول الوحي بقوله اقرأ و هنا لا بد أن أذكر أن حياة الغربي ترتسم بالدقيقة فجدول أعماله قد يحسب لشهور مقبلة لا بالايام وفق أجندة يحملها الكثيرين و الشيء الثالث و الاهم هو مبدا العقاب هنا في الغرب لا يوجد فرصة أخرى بمعنى غلطتك الاولى هي الأخيرة و ذلك ما لم أكن اتقبله إلى أن تأكدت أن هذا السر وراء تقدم هذه الدول لا يمنحون الفرصة مرتين أما بالنسبة للعقاب العقاب هنا مادي فهنا كل شي و كل الأخطاء تخضع وفق القانون الغرامات المالية و كلما اخطات كلما دفعت مقابل اخطاءك . هنا في هذه البلاد يعالجون الأخطاء منذ نعومة اظافر الاطفال فحتى المواليد ملزمون بالسير وفق النظام كل شيء يخضع لحسابات دقيقة و كل شيء يخضع للنظام و كل شيء يخضع للقانون لا دخل للمشاعر و هنا انفصال تام بين المشاعر و المال و مما لاحظته أن شعوب الغرب شعوب جلدة قوية البنية رجالا و نساء و الرجل و المرأة سواء في المهام بشتى أنواعها و في العقاب و الثواب أيضا فالمرأة هنا تعمل أضعاف مضاعفة عن الرجل هي قوية تربت و تعلمت الا تعتمد على رجل و تعلمت أن تشارك الرجل مناصفة في كل شي و لا تقبل أن تتحمل كافة المسؤوليات أو تحمل الرجل كافة المسؤوليات و اخيرا مبدأ أن تهتم بامورك الخاصة و عملك و بيتك و على مبدأ الخصوصية فلا يسمح بمشاركة اي من المعلومات الخاصة باي شيء في حيات الغربي مع الآخرين هذه اهم اسرار تقدم الغرب البسيطة جدا و لكنها نظام حياة جعل منهم اهم و ارقى الشعوب في العالم .




Share To: