هدف التنمية البشرية | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن 


هدف التنمية البشرية | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن



السلام عليكم ، 

 هدف التنمية البشرية : 

التنمية البشرية هي علم حديث شأنه شأن بقية العلوم ولكن ما يُميِّزه رغم كل الخائضين فيه هو أنه يغوص في أغوار النفس البشرية من أجل تعزيز الطاقات ، شحذ الهمم ، ملء العقول بالأفكار الإيجابية ، مساعدة البشر على التخلص من المشكلات النفسية المتأزمة طويلة المدى التي لن يستطيعوا الفِكاك من عواقبها بسهولة ، فهو أشبه بعلم النفس في بعض الأوقات وقد يُعالِج الكثير من القضايا التي يمر بها البشر في حالات أخرى فهو يساعدهم على الاندماج مع المجتمع ، اكتشاف ذواتهم ومهاراتهم المتنوعة وصب تركيزهم فيما يُعلي من شأنهم ويرفع قدرهم ويجعلهم منتجين في ذاك المجتمع الذي يعيشون فيه ويتغذون على أفكاره المتشعبة ، تُمكِّنهم أيضاً من تخطي العقبات ، مواجهة الأزمات ، إزاحة المعرقلات التي قد تُعطِّلهم عن إنجاز أمر ما ، تُغيِّر من طريقة تفكيرهم ، تساعدهم على رؤية الأمور من منظور مختلف ربما يكون أكثر إيجابيةً من ذي قَبْل ، تُحفِّزهم من حين لآخر من خلال تلك الموضوعات التي تناقشها وتمنحهم مساحة حرية للجدال والتعبير عن الرأي دون قيود أو حدود ، تُتيح لهم أفقاً أوسع للتفكير الفعال ، تُمكِّنهم من اتخاذ قرار سليم مبني على الحكمة والعقل دون الخضوع لرغبات القلب فحَسب بحيث تجعل الحياة متزنة لا يطغى فيها جانب واحد فقط وكأنه يلغي الآخر أو يُقلِّل من دوره ، تساعد على التطور الفكري فقد تجد ذاتك تتقدم خُطوات للأمام عقب قراءة مقال ما في موضوع شيِّق ، تُشعِرك بالانخراط التام في المجتمع وكأنك على تواصل مع كل ما يدور به من تَغيُّرات وكأنك مساهم أو مشارك فيها أو سبب في وجودها ، فهي تُشعِرك بكيانك وقدرتك على إحداث تأثير فعال في البيئة التي تعيش فيها مهما كانت ضآلتها فلا تستهن بدورك أو دورها في تغييرك نحو الأفضل إنْ وضعت جلَّ تركيزك وانتقيت منها ما تقرأ فلسوف تلْحظ التَغيُّر الواضح الذي طرأ على شتى جوانب شخصيتك وحياتك بالكامل ولو بعد حين ، فلا تتعجله فهو بحاجة لبعض الصبر لحين أنْ تعتاده ويكون نابعاً من اقتناع تام بقدرة تلك الكلمات التحفيزية على منحك الطاقة الكافية للتغيير ومواصلة الطريق بروح أكثر تفاؤلاً وإشراقاً بغير التي بدأته بها ، فلقد تمكنت من القضاء على ذلك الخمول واليأس الذي أصابك ذات يوم بفعل بِضع كلمات بسيطة ، فهذا العلم يتسم بالسلاسة ويميل إلى التبسيط دون إغمارك في ثِقَل المعنى أو ضحالة الفكر فهو يهدف إلى توصيل الفكرة بأسلوب لبق دون اللجوء إلى التعقيد أو تفخيم الألفاظ التي قد تُخرِجك من الحالة قبل أنْ تندمج فيها وتَشْرُد معها في عالم يَصْلَك بالواقع بأروع صورة ممكنة ...



Share To: