ماهر بيطار.. حكاية حلبية عنوانها السمو | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

ماهر بيطار.. حكاية حلبية عنوانها السمو | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

 


أحياناً.. نجد أنفسنا ضمن أحداث قصة.. بين سطور رواية أو سيرةٍ ذاتيةٍ لإحدى الشخصيات الملهمة، فنتماهى مع فصولها وتذكرنا حواراتها بجزءٍ منا.. من تاريخنا.. من أيامنا.. فنتعلق بها وبكل تفاصيلها ونعتبرها صرختنا ولسان حالنا عندما تضيق الظروف والحروف بمشاعرنا، تلك المشاعر التي قد تعبر عنها لوحةٌ أو قصيدة، وقد تختزلها صورة أو مجموعة صور توثق بصمتها المكتنز بالحكايا..حياتنا، تلك الحياة التي تشكل توأماً لمدننا، مدننا التي احتضنت لحظاتنا وشهدت على ميلادها وكانت رفيقة دروبنا التي يصعب أن نبوح بأسرارها لبشر، فماذا يمكننا أن نقول عندما تتقاطع أنفاسنا وأحلامنا مع مدينة متفردة كحلب.. تلك المدينة المتجذرة في قلب الإنسانية والتي سطرت اسمها بحروفٍ من الذهب في كتاب الحضارة الذي لا يكتمل بدونها.. فلها في نفوس العشاق والمريدين ومحبي الأصالة مكانٌ لا يملؤه سواها، لذا كان البحث عن عاشقٍ حقيقيٍ هو الخطوة الأهم في طريقنا إليها.. خطوةٌ قادتنا إلى عدسة المصور الفوتوغرافي السوري ماهر بيطار..

فهو ليس مجرد مصور بل هو محبٌ غيور يسعى إلى توثيق ذاكرة مدينته وإبراز مواطن الجمال فيها والتجوال بين فصول حكاياتها المتعاقبة، فهذه التربة المعجونة بالثقافة والفنون والشاهدة على عناق الحضارات وترقي الإنسان تحمل تركيبةً نادرةً عصيةً على التفكيك ولا تفتح أبوابها إلاّ لمن يشبهها أو يحبها بصدق، فالمدن أكثر عطفاً، أنفذ بصيرةً، وأنقى روحاً من البشر.. وهو ما يجعل ميزانها أكثر عدلاً منهم..

يأخذنا (بيطار) بعدسته في عدة أسفارٍ عبر الزمن من خلال تجواله الدائم بين (عوالم حلب) بشوارعها وطرقها ومعمارها وبصمات أهلها التي تميزها عن غيرها، عدا عن حرصه على فرد المساحة الكافية لها كي تجود بما تملكه من نفائس وكنوز تتجاوز آثارها ومعالمها وتمتد إلى الأحاسيس التي تتركها في وجدان من يتدثرون بحنانها من برد الليالي، فتنثر عطرها في ذاكرتنا، وتختبىء في نظراتنا.. ما بين أجفاننا، تتجسد في خطواتنا، تطغى على ملامحنا، وتستقر في صدورنا كحلمٍ طفوليٍ لا نهاية له..

وبرغم جنوح الكثيرين نحو التقنية بشكلٍ كبير يضيف في كثيرٍ من الأحيان إلى جمال الصورة إلاّ أن عدسة (بيطار) استطاعت دون تكلف أن تنقل روح هذه المدينة إلى جانب عددٍ من المدن والقرى السورية إلينا لأنها كالسهل الممتنع، عظمتها تكمن في بساطة تفاصيلها التي لا تحتاج إلى ما يجملها والتي لا تكف عن تذكيرنا بأنها صادقت الزمن حتى باتت أكبر من أفراحه وأتراحه على حدٍ سواء وجعلت من دروبها حضناً دافئاً يتسع لكل وحيدٍ ومحروم فيظلله ويحنو عليه ويخلق بداخله أكثر من حياة، كل منها تزاحم الأخرى وتستفز البراءة التي أوشكت على أن تخبو في أعماق كلٍ منا.. ولأن ل(حلب) سحرها الخاص استطاع (ماهر بيطار) بنبل عاطفته أن يصبح رفيقاً لها، يستحضر عبر عدسته أمسها في مرآة حاضرها وغدها بين حجارة قلاعها، في تجربة حبٍ خالصة عنوانها السمو، كيف لا وهي استثناءٌ لا يعرف المقارنات، شموخٌ لا ينحني أمام النازلات، ملكةٌ لا يغويها بريقٌ فالمجد خلق للملكات..

خالد جهاد..


ماهر بيطار.. حكاية حلبية عنوانها السمو | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

ماهر بيطار.. حكاية حلبية عنوانها السمو | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

ماهر بيطار.. حكاية حلبية عنوانها السمو | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

ماهر بيطار.. حكاية حلبية عنوانها السمو | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

ماهر بيطار.. حكاية حلبية عنوانها السمو | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

ماهر بيطار.. حكاية حلبية عنوانها السمو | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

ماهر بيطار.. حكاية حلبية عنوانها السمو | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

ماهر بيطار.. حكاية حلبية عنوانها السمو | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

ماهر بيطار.. حكاية حلبية عنوانها السمو | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

ماهر بيطار.. حكاية حلبية عنوانها السمو | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

ماهر بيطار.. حكاية حلبية عنوانها السمو | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

ماهر بيطار.. حكاية حلبية عنوانها السمو | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

ماهر بيطار.. حكاية حلبية عنوانها السمو | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

ماهر بيطار.. حكاية حلبية عنوانها السمو | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

ماهر بيطار.. حكاية حلبية عنوانها السمو | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

ماهر بيطار.. حكاية حلبية عنوانها السمو | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

ماهر بيطار.. حكاية حلبية عنوانها السمو | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

ماهر بيطار.. حكاية حلبية عنوانها السمو | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

ماهر بيطار.. حكاية حلبية عنوانها السمو | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد




ماهر بيطار.. حكاية حلبية عنوانها السمو | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد
ماهر بيطار 

ماهر بيطار.. حكاية حلبية عنوانها السمو | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد
خالد جهاد 




Share To: