علم المغرب | بقلم الأديبة المغربية فوزية مسجيد 


علم المغرب | بقلم الأديبة المغربية فوزية مسجيد


رسالة الى وطني المغرب 

وطني الغالي وبعد.. ترددت كثيرا قبل أن يفيض خاطري لك بأسرار كثيرة...لا أملك أمام ازدحامها إلا البوح...وأنا أبلغ من العمر أربع سنوات أخدني أبي إلى كتاب القرية...ليعلمني الفقيه السوسي كيف ألم قدماي...وكيف أصمت بحضرة الترثيل... وكيف أكتب نقطة الفاء تحت...وكيف أقلم الأخطاء بالعصا الطويلة التي كانت تهبط على رؤوسنا عندما نهمس لبعضنا ناشدين نقل محتوى لوحة رفاقنا بالمسيد...كنت  أحافظ على ربعية الفقيه كنا نسمي الفقيه (نعامسي )وهي تلاث دراهم تعطى له كل أربعاء.. لأعود مرورا بمدرسة جارة للكتاب. كنت أرى علما احمرا وسطه خطوطا خضراء..كنت اشتهيه ثوبا  أصنع منه فستانا لدميتي ...لم أكن  أعرف لما يوضع بوجوهنا الصغيرة...انتقلت للدراسة بنفس المدرسة... فدرسوني أرسم علمي فوق القمم انا فنان انا فنان...منذ ذلك الحين بدأ قلبي يعشق ذلك العلم...لكن دون أن  يدرك ما القمم و ما العلم؟...فعشقت فلسطين قبل المغرب...وكتبت أولى محاولاتي الشعرية عن فلسطين.. وأنا بالسادس من التعليم الأولي....استحودت انفعالات العروبة على وجداني فانهمرت الكلمات بالإعدادي و أنا أهيم بحصص اللغة العربية...التي كانت تنسيني نقانق ضفادع مادة العلوم الطبيعية...وهي تجهز للتشريح....مادة الفلاحة كانت مادة تغمس يداك بالتراب وتلقنك تعاليم شمه...لتفتخر أنك مغربي تربتك صالحة طيبة مروية...نقلت شغفي بكل الكتابة والتربة... للثانوية التي كنا نهرب من صرامة المدير كل صباح عند تكليفه لاثنان منا برفع العلم لترديد النشيذ الوطني... فخرج يلحقنا يوما ليقول إسرائيل صنعت وطنا من كذب وصدقته و تحارب لأجله...وأنتم تبخلون على وطنكم بالتحية...ورفع علمه..منذ تلك اللحظة عرفت معنى الوطن والعلم...كتبت عنه و تصالحت مع تفاصيله و فهمتها...حملت كل حماس الثانوية للجامعة..فأحببت اختلافنا به..و تباعد وجهات نظر الحذاثيين و العدليين..ومزيج الإنشاد وموسيقى الكيتار...و انفتاح الطالبات... وتحفظ طالبات بنفس الحرم الجامعي...فنلت شهادة من جامعة مغربية ضخمة استوعبت أحلامنا الصغيرة...فأحببت المغرب.لأنه وطن جمعني بمعلمي الذي ساعدني بلم  أقلامي وتغليف دفاتري وأنا صغيرة أحببت المغرب لأن طرقات المدارس كانت تهديني كل صباح تحية رجل عجوز بدراجة من هواء يبتسم لنا لمجرد الإبتسام..... أحببت المغرب لأن رفاق الدراسة وأبناء الجيران كانوا يلحقوننا ليس للتحرش بنا بل لحمايتنا من نظرات الغريب. أحب المغرب جدا رغم نذوبه...🇲🇦🇲🇦🇲🇦..

  




Share To: