المصير | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن 


المصير | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن



السلام عليكم ، 

المصير : 

كلنا راحلون ولكن الأفضل منا مَنْ يحاول فعل ما بوسعه ليحظى برضا الله في دنياه وجنته في دار الآخرة ولا يوجد ما يضمن له ذلك سوى العمل الصالح الذي مهما كَثُر فهو يتطلب رحمة الله التي تحاوط قلبه فتُزيد من قدر العمل الصالح الذي قدَّمه بكلتا يديه وترجح كفة الخير الخاصة به وتودي به إلى الجنة ونعيمها بمشيئة الرحمن ، فالله لطيف بعباده لا يرضى لهم سوى النجاة والوصول لبر الأمان فهو يُقدِّم لهم كل السبل الصالحة والطالحة وعليهم الاختيار ، ومَنْ يُجيد الاختيار هو فقط مَنْ يحافظ على حياته وينجو بها من الشرور والمعاصي التي قد تُهلِكه وتُدمِّر حياته وحياة نسله بالكامل فهو بالتبعية سيُورِّث تلك القيم التي يسير على نهجها لمَنْ يخلُفه فتضيع الأجيال الواحدة تلو الأخرى ، لذا فالهداية أمر حتمي موجود بالفطرة داخل النفس البشرية ومَنْ ينأى عنها إنما هو منساق وراء وساوس الشيطان وكأنه يُسلِّم له مقاليد قلبه ومفاتيح عقله على حد سواء وكأنه مُغيَّب ، مُسيَّر ، لا يدري إلى أين يتجه أو فيم يرغب ، لذا علينا أنْ نبقى حذرين ، يقظين طوال الوقت قبل أنْ يجرفنا التيار المُضاد وألا نغفل أو نلتفت لأي أهواء أو شهوات قد تضع حياتنا على المَحك وكأننا صرنا على فوهة بركان إنْ سقطنا فيها سنقع داخل الجحيم الذي يُشوِّه أجسادنا بلا قدرة على الفرار من ذلك المصير الذي تسببنا فيه من البداية بفعل اتباعنا لطريق الضلال وحيادنا عن طريق الحق والورع والهدى ...




Share To: