توهان | بقلم الكاتبة السودانية هنادي إسحق إسماعيل


توهان | بقلم الكاتبة السودانية هنادي إسحق إسماعيل



  كتب أحدهم:


    الأماكن لا تساوي شيئًا وهي خالية ممن نحب، والحنين هو إحساسنا الدافىء بالشوق إلى إنسانٍ ما، إلى مكان ما، إلى أشياء تلاشت وأختفت ولكن عطرها مازال يملأ ذاكـرتنـا ... أشياء نتمنى أن تعود إلينا وأن نعود إليها ...


نيابة عن الشعور الذي رافق إحداهن كتبت:


لازلتُ ورقةً يافعة كبِرت في غصنٍ قويٌ جميلٌ مزهرٌ... 

سقط الغصنُ بغير وقته وحطم تلك الورقة ومايحملهُ من أوراقٍ

سقط الغصنُ وأوراقه!!

لم يبقى من الشجرةِ شيء سوى غصنً واحد!!

وعندما سقط ذلك الغصنُ سقط هذا الغصنُ معهُ أيضًا...

من بعدها أتت ريحً عاتية وإقتلعت تلك الشجرة... 

حاولت الشجرة كثيرًا أن تتمسك بأرضها التي ولدت فيها، لكن من دون جدوى.!!

رياحً قوية أنتشلتها من أرضها ومن جذورها، حطمت أغصانُها وسقطت أوراقها، قتلت تلك الرياح الشجرة وقتلت ثمارها، لم تقتل شجرةً وحسب بل جعلت عائلة بلا عائلًا!! 

قتلتها... بل دمرتها..

القتلُ سهلٌ، لكن التدمير أعمق بكثير..

تركت الأغصان والأوراق بلا شيء، تركتها ومن بعدها لم يعُد هُناك غصنٌ ولا ورقةً..

سقطت شجرتي وسقطتُ معها...

لم تعد هُناك شجرةً إذن ما عادَ هُناكَ ورقةً!

لا ورقةً ولا غصنٌ ولا شجرةً ولا أرضٌ..!!


مخرج:

بعض الأوطان هكذا الدخولُ إليها صعب، والخروجُ منها صعب، البقاءُ فيها صعب، وليس لك وطنٌ سواه...

- مريد البرغوثي





Share To: