أنا الجمرُ وغزّة معاً... القاتلُ والمقتول! | بقلم الأديبة المصرية آيات عبد المنعم


أنا الجمرُ وغزّة معاً... القاتلُ والمقتول! | بقلم الأديبة المصرية آيات عبد المنعم

 


أُراقبُ نحري علىٰ شاشةِ هاتفي، في كلِّ ثانيةٍ يغتالني خبرٌ عاجل، أفقِدُ عُقلةً من إصبع روحي، كلما لامستُ صقيعَ الموتِ علىٰ مرآةِ وجهي الأسود..

أبحثُ عن إنسانيّ الحَيّ وسط الرُّكام بالكاد أجد شيئاً منهُ، ألمحُ طيفاً خجولاً ينمو كدمعٍ في الزَّاوية..

لا محرابَ يجُبُّ خطيئة صمتي، ولا عبثي الآن بين السطور، أمارسُ مع الكتابة ترياقَ الشِّفاء، فتصفعني حروفي، كأنِّي في هذا النّص، أنا الجمرُ وغزّة معاً... القاتلُ والمقتول!

لا أعرفُ أينَ أهربُ من تلكَ اللعنة، تُلاحقني "دير ياسين، وبحر البقر، وجنين، وقانا، وصبرا وشاتيلا،..." تصرخُ قبائل الأطفال فيهم نحنُ لسنا مجازر تكتبون عنها الشعر في مقهى الهاڤانا..

لا أدري كيفَ يصمتُ نحيبُ القهرِ بداخلي، وحدهُ الله يُطفئُ ظلامي بنورهِ الذي يُشرقُ علىٰ شَفةِ الشَّهيدِ، وما أكثرهم في سماءِ فلسطين..

نجوماً تتساقطُ كُلَّ يومٍ على عجزي، وتعلنُ اسمي انتفاضةً كبـرىٰ، أنا لن أخونَ صراطهم المستقيم، وسأكفرُ بالقبيلةِ حين غابتْ، وسألتْ أيـنَ اللّٰه؟!

أسهلُ ما يفعلهُ شيخها أن يُخبِّئَ سيفَهُ المنحور تحتَ عباءتهِ المُهترئة، ويُعلِّقَ الجُرمَ بالقدر؛ غـزّة تلكَ الموؤدة ستُخبركم في قيامتها أيـنَ اللّٰه!


آيات عبد المنعم.

بيـروت..

 9 / ربيع الأول/ 1445هـ

24/  أكتـوبـر  / 2023مـ




Share To: