الخطاب الجمالي عند (ابو عبيدة ) | بقلم الناقد العراقي / حاتم عباس بصيله 


الخطاب الجمالي عند (ابو عبيدة ) | بقلم الناقد العراقي / حاتم عباس بصيله
الخطاب الجمالي عند (ابو عبيدة ) | بقلم الناقد العراقي / حاتم عباس بصيله 


منذ مدة طويلة ونحن لا ننعم بخطاب تواصلي  جميل  مع جماهير الأمة العربية ولقد راقبت واستمعت بدقة إلى خطابات أبي عبيدة الرائعة فوجدت فيها ما يلي : 

صدق الخطاب وحرارته الوجدانية الحماسية في ايقاض  الحماس الثوري لدى الجماهير حيث افتقرنا إلى ذلك بعد غسل الأدمغة العربية بخطابات التبرير والجبن والاستكانة أمام  العدو الصهيوني 

ان صدق الخطاب يرافقه تمكن من مخارج الحروف وصوت مؤثر له نبرة صافية في الإلقاء تدل على خبرة الخطيب مع ان الخطيب هنا يمثل الناطق الرسمي باسم المقاومة الباسلة 

ولقد ادخل ابو عبيدة في الخطاب الثوري مصطلحات تدل على الوعي السياسي والثقافة الباهرة والمعرفة التاريخية بحركات التحرر العالمية 

لم أجد فيما سمعت له خطابا متزمتا إنما وجدت روحا متحررة إنسانية في طرح المواضيع بذكاء على وفق إيقاع مؤثر 

كما وجدت القدرة الرائعة في وصف الأحداث القتالية والاشتباكات على الرغم من المصطلحات العسكرية والتكتيكية الجديدة والتي كانت مبتكرة بما يربك العدو رغم بساطة الطرح في المقاومة 

ووجدت ثبات الصوت الدال على القوة والإيمان والقدرة والثقة بالنفس  والانتصار على العدو 

ووجدت الحجة المنطقية التي توثق مجرى الأحداث بالوثيقة الثورية والصوت والتاريخ الواضح للحدث الدامي ونجاح الخطيب في تعرية قبح الهمجية الصهيونية في مذابحها المخزية 


ووجدت مركزية الصوت يشد الانتباه في الارتفاع والانخفاض وتلوين الصوت بحسب الحدث الصاعد المتوتر او الهاديء الداعي إلى السلام كما وجدت حسن المقدمة وحسن الخاتمة التي تصلح لأن تكون هدفا عظيما مجسدا بالقول نصر او استشهاد 

ولا يفوتني أن المس الروح العربية في المقاومة  وان الخطاب عربي اولا واسلامي ثانيا وانساني عالمي  ثالثا بعيدا عن فضل احد  فالمقاومة عربية في الميدان ورغم أنها تعاملت بسياسة مع الآخرين بحكم السياق السياسي في إدارة المعركة  

وكشف الخطاب الجمالي لأبي عبيدة عمق الخيانة عند الأنظمة العربية و أثار  القوى الكامنة في النضال ضد الاحتلال




Share To: