قول الحق | بقلم الكاتبة الصحافية السودانية / هديل عبدالرحمن


قول الحق | بقلم الكاتبة الصحافية السودانية / هديل عبدالرحمن
قول الحق | بقلم الكاتبة الصحافية السودانية / هديل عبدالرحمن



إن القيمة المُطلقة للمؤمن في هذه الحياة هي الحقيقة والصدق وإحترام الإنسان لنفسه أمام الله أولاً ثم أمام الناس، كلمة الحق عزيزة وغالية الثمن وأصبح كثير من الناس يخشون قولها ودفع ثمنها، قديماً كانوا يقولون: ( سنقول كلمة الحق وإن قُطعت رقابنا) .

ولكن في زماننا هذا نفتقد قول كلمة الحق بين الناس كما نفتقد الكثير من أخلاقنا وشيمنا.

أعلم تماماً أن الحقيقة مُرة ولا يتحملها إلا من كان يتحلى بالشجاعة التي تخوله للوقوف صامداً لإعلاء كلمة الحق.

تناقشنا أنا وصديقاتي فيما يخص هذا الموضوع فقالت لي إحداهن:

أن الدروب الغامضة مُغرية ولكن في إقترابنا منها نعود خائبين لأننا رأيناها بوضوح مُفرط وغاب بريقها الغامض والمُدهش من بعيد، أي أن المجهول بالنسبة لها أفضل من المعروف أو بصورة أوضح هي تفضل ألا تعلم الحقيقة إن كانت مُتعلقة بحقيقة أشخاص تُحبهم.

اختلفت معها صديقتي الآخرى قليلاً في هذا الآمر وكان رأيها أن الحقيقة مهمة لأنها تضعنا في المسار الصحيح وتزيدنا مصداقية رغم أن البعض يتجاهلها بسبب شعور الإعجاب بالذات واهوائها وكذلك القناعات الزائفة تلك ترى انها إمور تُساعد في تواري الحقيقة وتقول: في كل الأحوال الحقيقة تستوجب منا صبراً طويلاً وقوة جبارة للإقتناع بها وتقبُلها.

وفي تقديري أنا الشخصي الحقيقة واقع علينا تقبلها شئنا أم ابينا صريحة واضحة لا تتغير سطورها من أجل شخص أو ظرف ولا تنازُل عنها مهما كانت الصعوبات والمُغريات ومهما كان وضع مواجهها وفي كل المجالات والميادين تبقى الحقيقة هي الحقيقة.

لفتتني عبارة " بعض الحقائق من الأفضل أن تظل مكتومة إلى الأبد" 

أعتقد أنها عبارة خاطئة وإن كانت صحيحة عند البعض لكل منا طريقته في طريقة التفكير والتحليل لذلك نتفق أحياناً ونختلف كثيراً.

خاطئة لأن الحقيقة الأكثر وضوحاً وصدقاً في رأيي

هي وجودنا البشري، هي ماضينا، ومستقبلنا، هي الصحيح، والخطأ الذي نُمارسه،  هي التجارب التي نعيشها وتصنعنا، هي الفشل الذي يزيد من إصرارنا، والنجاح الذي يدعمنا، هي الإنتصار، والظلم، هي الولادة، والموت.

الحقيقة موجودنا في وعينا العميق ولا يجب أن نبقيها دفينة فهي التي تحركنا وتبرمجنا وتساعدنا على إكتشاف سماتنا الأصيلة ربما تؤلمنا مواجهتها لكنها ستقودنا بالضرورة إلى نُسختنا التي يجب أن تكون، بعد التخلص الحتمي من القشور الفارغة التي ألبسوها لنا من حولنا كي نكون أدوات يحركوها كيفما ارادوا ليفخروا بها هم! ولا عزاء لنا فيما نريد أن نكون.

آخيراً:

تذكروا جيداً أن الأصعب من قول الحقيقة هو إخفائها.

دوماً محبتي وإحترامي لكم.




Share To: