حكاية رجل خجول | بقلم الكاتب و الفنان التشكيلي ذ. شكيب مصبير 


كاية رجل خجول | بقلم الكاتب و الفنان التشكيلي ذ. شكيب مصبير
كاية رجل خجول | بقلم الكاتب و الفنان التشكيلي ذ. شكيب مصبير 


أنا اسمي الخجول ، فكرت يوما ان اخرج من هذا الجلباب فلم أستطع ، قلت لم لا احب فتاة شابة مثلي لعلها تكون سببا في انقادي من هذا المأزق الذي أرى نفسي فيه ، و كانت جارتي هي من شغف قلبي بها ، كنت في كل يوم انتظر خروجها من بيتها للذهاب للثانوية فأراقبها  عبر النافذة ، و قلت مع نفسي كيف لك ان تقابلها أو تتحدث معها و انت تراقبه من بعيد ؟ فقررت النزول إلى باب منزلنا و استمررت على حالي هذا  لمدة شهر ، تتجمد رجلاي و لا أقوى على السير وراءها لأتحدث اليها، و لما وجدت نفسي قادرا على ذلك تبعتها و لكن لساني تجمد داخل فمي و لم انبس بكلمة واحدة ، فكنت اتبعها و استمتع بعطرها الفواح ، و خاب ظني في نفسي و قررت مجددا مفاتحتها في الكلام لأبوح لها بحبي لها ، فلما خرجت من بيتها تتبعت خطواتها إلى أن وصلت  إلى محطة الحافلة و هنا عوض ان أكلمها التقيت بصديق  لي موجود بنفس المحطة ، فسألني عن أحوالي فأخبرته بأنها بألف خير سوى انني أحب فتاة و لم أقو على البوح لها بحبي ، و لم يسألني عمن تكون و انما اخبرني بأنه بيستطيع مساعدتي بما سيشير علي به من نصائح ، و بالفعل ذاك ماكان ، فمن بين ما قال لي ابدأها بالسلام و عرفها عن نفسك ، ولما أتت الفرصة فعلت ما أشار علي به صديقي فبدأتها بالسلام  فكانت ودودة و طيبة و تبادلنا أطراف الحديث و استمر حالنا على ذلك الشكل أحاديث عامة حول مواضيع مختلفة ، فازداد حبي لها لمسته فيها  من رقي فكر وحسن أخلاق و حياء لا مثيل له ، و جاءت فكرة مفاتحتها في الموضوع فطلبت منها لقاء في حديقة قريبة فوافقت على الفور   فكان اللقاء و لكن لم تسعفني الكلمات و تعثر لساني مما جعلها تقلق من شرودي و تلعتمي فظنت انني لست جادا و لم تعلم أني كنت مرتبكا وخجولا  ، فحدث و أن غابت عن نظري لمدة طويلة فقلت مع نفسي الوقت وقت عطلة ربما سافرت لمدينة ما تخفيفا عن نفسها  من عناء الدراسة ، فانتظرت عودتها و جاء وقت العودة للدراسة و لم تعد ، و خطر ببالي مفاتحة صديقتها التي كنت أراها معها عندما كنا نفترق ، فتقدمت إليها بالتحية و سألتها عن صديقتها فأخبرتني بأنها تزوجت من ابن عمها الذي يقيم في الديار الإيطالية في تلك اللحظة سقطت مغشيا علي، و لما فتحت عيني وجدت نفسي في مصحة و عائلتي ملتفون حولي ، فاطمأنوا على استقرار حالتي ورأيت صديقتها ضمن من كانوا حولي ، و لما انصرف جميع من حضر من عائلتي طلبت من صديقتها أن تكمل حديثها معي ، فأخبرتني ان صديقتها كانت مغرمة بي و لكنها تأسفت لكونك لم تكن جادا في علاقتك معها لسبب بسيط و هو انك كنت مترددا مما جعلها تعتقد انك تحب غيرها و انما وجودك معها كان للتسلية ، و تصادف نهاية السنة  مع عودة ابن عمها من الديار الإيطالية و الذي طلب الزواج منها فوافقت انتقاماً من حب خجول صاحبه ، فشكرتها على ما تقدمت به من حكي و لعنت  الخجل الذي ضيع علي حبا بنيت كل أحلامي عليه ، فقررت ان اترك فكرة الحب الذي يجعل الإنسان فاشلا في التعبير عنه في الوقت المناسب  و لعنت الخجل الذي لا يد لي فيه و عاتبت نفسي انني وجدت في أسرة لم تحاول إخراجي منه بل كانوا مسرورين بتلك الخصلة المرضية و التي كانوا يظنونها انها خصلة الحياء التي هي من إيمان و هم يعلمون أن ما كنت فيه مرض يستوجب العلاج و لكن هيهات قلبي انكسر  ، حينئذ  قررت ان يبقى  خجلي ملازم لي انتقاماً من نفسي فأصبحت العزلة و قراءة الكتب هما ملاذي 




Share To: