احك يا شكيب : "زوجي الحقوقي هو الذي هضم حقوقي" | بقلم الكاتب والفنان التشكيلي ذ. شكيب مصبير


احك يا شكيب : "زوجي الحقوقي هو الذي هضم حقوقي" | بقلم الكاتب والفنان التشكيلي ذ. شكيب مصبير
احك يا شكيب : "زوجي الحقوقي هو الذي هضم حقوقي" | بقلم الكاتب والفنان التشكيلي ذ. شكيب مصبير



زوجي رجل مناضل لا يشق له غبار، له ثقافة حقوقية جعلته معروفا بين المناضلين بالموسوعة، مطلع على القوانين الداخلية و الخارجية و المواثيق الدولية، لا تفوته صغيرة و لا كبيرة، يعتبر مرجعا، كثير القراءة والمطالعة، كثيرة هي أسفاره داخل و خارج الوطن لحضور المؤتمرات و المنتديات  الداخلية و الخارجية، يتألم للقطة و هي محبوسة في قفص كما يتألم للطيور في أقفاصها، و الحيوانات  التي توجد في الحدائق، و يتألم للنساء المعنفات، و الأطفال المشردين، بل لا يذهب للسوق حتى لا يرى مشاهد تفجعه كالدجاج و الأرانب و الديوك الرومية في الأقفاص، نال دكتوراة فخرية و جوائز و أوسمة بدرجات مختلفة، كل هذا ما جعلني أعجب به بل أحببته و تعلق قلبي به و اتخذته مثالا يحتدى، كنت أتابع مداخلاته في الحرم الجامعي بل حتى محاضراته كنت أحضرها و أحفظها عن ظهر قلب، و لاحظ هو ذلك مما جعله يفاتحني في موضوع الزواج فقبلت على الفور، كيف لي أن أفكر أو أرفض و هو فارس أحلامي الذي كنت أستيقظ و أنام على صوره التي وضعتها على حائط غرفتي، فكان الزواج و لم أصدق أن حلمي تحقق و أنني سأكون أسعد إمرأة في هذا الكون، قضينا شهر العسل في سويسرا  في فندق مصنف، و تجولنا في أزقة جنيف و حدائقها و الكل المدن الرومانسية القريبة التي  تجاوز حدود سويسرا مدن إيطاليا و فرنسا و المانيا، بالفعل عشت ما لم أكن أتوقعه ولا أتخيله، و بعد عودتنا بشهور قليلة بدأت ألاحظ تغير في سلوك زوجي الحقوقي، بعد أن كان يقبلني عند الخروج من البيت أو الدخول إليه، لم يعد يفعل، و كان كلما رآني في المطبخ يحضر بجانبي و يساعدني فيما أنا فيه، فلم يعد يفعل أيضا، كان يرافقني إلى السوق و المتاجر لشراء الأغراض، فلم يعد يفعل، كنا نجلس لمشاهدة أفلام و روبورتاجات ، فلم يعد يفعل ، كان يحضر لي المجلات و الكتب فلم يعد يفعل، قلت مع نفسي ربما انشغالاته كثيرة، فكنت أجد له الأعذار ، فترة حملي لم يهتم بها، بل حتى الولادة لم يكن حاضرا معي أثناءها، لولا قربي من أسرتي لكنت كما مهملا، فاتحته في الأمر مرات عديدة وقلت له من ألأولى بالدفاع عن حقوقهم غيري أنا التي أعيش معك سنوات  تهجرني في فراشي لشهور بدعوى أنك تهيئ ملفات، و تنسى تقبيلي و تقبيل أولادك و تضمني و تضم أولادك في حضنك ؟ من الاولى بمنحهم حقا من حقوقهم نحن أسرتك و نحن في أمس الحاجة إليك، عطف زوج و عطف أب، و حنان زوج و حنان أب، كل الأطفال يحضر معهم أولياؤهم و خاصة الاب، زوجي الحقوقي  قلبه يتفطر لما يرى حروبا و اعتداء على دول أو حتى الحيوانات يرق لحالها ، 

فقلت له يا زوجي اجعلني أنا و أولادك  كحيوان من الحيوانات تعرض لظلم وجب رفعه فنحن مظلومون و انت الظالم و محرومون و أنت الفاعل، إذا رفعت دعوة التطليق و للسيد القاضي : يا سيادة القاضي ان زوجي الحقوقي هو  الذي هضم حقوقي !!!!!

هنا تكون حكايتنا قد انتهت في انتظار حكاية اخرى أترككم في أمان الله. 




Share To: