الحمار مرة أخرى! | بقلم الكاتب الصحافي المصري علاء عبد الستار


الحمار مرة أخرى! | بقلم الكاتب الصحافي المصري علاء عبد الستار
الحمار مرة أخرى! | بقلم الكاتب الصحافي المصري علاء عبد الستار 

 


متى كان الحمار فى الثقافة العربية يوصف بالغباء، البعض يقول أنه بعد نزول آية


مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا ۚ بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ


رغم أن الآية لا تصف الحمار بالغباء إنما بعدم إدراك قيمة ما يحمله من كتب تماما كاليهود الذين لم يستفيدوا  من التوراة التى بين أيديهم، و كان ذلك الحمار فى الآية لأنه المعتاد فى نقل الأشياء فى الثقافة العربية  العربية و لو كان مثلا الفيل مثل الهند لذكر الفيل بديلا عن الحمار على سبيل المثال، و بالطبع لا يمكن أعتبار ذلك سبب القول بغباء الحمار،


 لكن أكثر الأمثلة دلالة على إحترام العرب للحمار، لقب الخليفة الأموى مروان إبن محمد " الحمار"

فلا يعقل أن يكون لقب الخليفة إهانة له، أنما لقب بالحمار بسبب تنميته لدولته و شق الجسور و مد الطرقات رغم الطبيعة الدموية لعصره فسمى الحمار لصبره و جلده، و فى أحد الأقاويل أن والده هو من أطلق عليه هذا اللقب، و الحقيقة أن الحمار لم يكن يوصف بالغباء فى الثقافة العربية مثلما هو الآن- هذا حد علمى إلى لحظة كتابة المقال، 


و فى المغرب قديما كان يستخدم الحمار كوسيلة أتصال بين السياسى و المناطق النائية لنشر أفكاره، مما دعى لإطلاق لقب الحمار على السياسى،


و الثقافة العربية تحمل تقديرا ما للحمار ربما أكثر من تقدير الثقافة الغربية 


فالثقافة الغربية رغم تقديرها للحمار لم يمنعهم ذلك من قول


مقولة «القانون حمار» هى الترجمة العربية للعبارة الإنجليزية

 (The Law is an ass)، وتنسب إلى «وليام شكسبير»، ولكن البعض ينسبها إلى الكاتب «جورج تشابمان»، فى روايته «انتقام من أجل الشرف»


إلا أن سبب أنتشار هذه المقاولة الحقيقى الكاتب تشارلز دكينز فى روايته "أوليفر توست سنة 1838، و من هذه الجملة نفهم كيف يمكن إستخدام القانون كمطية من أجل تحقيق الأغراض و ليس العدالة.


#علاء_عبد_الستار



Share To: