الأمنيات تُخَبَّأ... لا تُقال!! | بقلم الكاتبة اللبنانية / أ. دعاء قاسم منصور


الأمنيات تُخَبَّأ... لا تُقال!! | بقلم الكاتبة اللبنانية / أ. دعاء قاسم منصور
الأمنيات تُخَبَّأ... لا تُقال!! | بقلم الكاتبة اللبنانية / أ. دعاء قاسم منصور


في إحدى الليالي، وبينما كان الحديث يدور مع أحدهم، دقّت الساعة الأحب والأقرب إلى قلبي، وما من مقرّب مني، إلّا وعلى درايةٍ بأنني لا أستطيع تفويت الساعة الحادية عشر والحادية عشر دقيقة من كل مساء، فإن لم أكن غارقة في نومٍ عميق، فأنا منتظرة، هي توقيتي الخاص، هي التوقيت الخاص للحديث مع نفسي، لتذكير نفسي يوميًا بأنني أستحق دقيقة من الوقت خاصة لأحلامي، وأكثر.. أستحق عمرًا أقسمه لنصفين، النصف الأول لأبقى أُنسِج أحلامي وأمنياتي، والنصف الآخر لأحققها، لأعمل على ذاتي، لأطوّر من مهاراتي ولربما من مهارة حياكة الأماني بأساليب  أسطورية، أستحق أنا، وأنتَ وكلٍّ منا يستحق أن يتأمل أيامه وأحلامه وأمانيه، وعليه أن يسعى للوصول إليها، فما من شيء يآتي إلينا بدون تعبٍ أو عناء أو مجهود...

دعونا من ذلك، لأُتابع لكم ما الذي جرى في تلك الليلة، وعندما دقّت الساعة الحادية عشر والحادية عشر دقيقة، طلبت منه وبسرعة أن يتمنى أمنية ردّني سائلًا، وكم أمنية من حقي؟ أجبته بأنّ السماء واسعةً وتحمل أمانينا جميعها، فلتتمنى أول ما يجول في خاطرك، ولتتذكر بأن لديك العديد من الأيام، تستطيع ترتيبها يوميًا، فردّني بعدها بمقولةٍ لنجيب محفوظ يقول فيها: "سألتني ما هي أمنيتك؟ فظللت أفكّر... كيف يسأل المرء سؤال هو إجابته؟".. وفي حينها يكون قد أفصح عن أمنيته، على الرغم من أنني أنذرته وحذّرته بأن الأمنيات لا يمكن أن تُصفح عنها وإلّا أنّنا سنخاطر بفرصة تحقيقها حينها، وهو دخل الرهان وقَبِل المخاطرة، وأكثر من ذلك لم ينتبه لنصيحتي الثانية والأهم، بأن ليس على المرء أن يحلم ويتمنى فحسب، يجدر عليه أن يُحاول ويسعى ويُحافظ على ما بين يديه وإلّا سيفقده حتمًا، ويكون بذلك رجّح لكف فَقْدِ أمنيته، على ما يبدو صحيح بأنّ الأمنية حين تُقال تُصبح باطلة ولا تتحقق بعدها!!! إذًا، لنُخبئ أمنياتنا في جوف السماء جيدًا...




Share To: