عزباءٌ!! | بقلم الكاتبة اللبنانية أ. دعاء قاسم منصور

عزباءٌ!! | بقلم الكاتبة اللبنانية أ. دعاء قاسم منصور
عزباءٌ!! | بقلم الكاتبة اللبنانية أ. دعاء قاسم منصور


دائمًا ما يفاجئني سؤال، لا أصدق بهذه الخلقة والأخلاق وعزباءٌ أنتِ!! نعم يا عزيزي، لم أستمر مع أحد كنا وعشنا سويًا أيامًا وليالٍ يملؤها الحب والمشاركة في أدق تفاصيل يومنا... ليس لأنَّني لم ألتقِ بشريك جيّد، بل على العكس، لستُ ممن تناقض ذاتها فكل من عبر في حياتي كان من اختياري، واختياراتي دائمًا جيّدة، مميزة وجميلة، ولو أنني لم أرَ التميّز والجمال والحُسن والثقة بالذات لما اخترت شخصًا من بين الحشود والمحيطين ليكون خليلًا لقلبي!! لكنني لم أجد شريكًا بما للكلمة من معنى، كنتُ ألتقي بنصف شريك، ونصف مُحب، ونصف رجل! وفتاةٌ مثلي لا شك بأن تكره الأنصاف والأشباه، وتحب الوضوح، والشجاعة، وما ثمة من رجل التقتيتُ به لغاية اليوم مكتمل الرجولة والشجاعة... يخاف استقلاليتي، وقوتي رغم أنها ما يُلفته!! يخافني ويكره نفسه، يشعر بنقصٍ أمام ما بي من محاسن!! ولو أنه كان به من الثقة بالنفس ما يكفي لاستمراريتنا سويًا، لما خاف من خوض معترك الحياة معي، لما استصعب حياتي بما أخترته من صعوبات لشق مساري وتحقيق ذاتي، كان سيدعم قلبي ليقوى، ويحبني بما يكفي لتزداد ثقتي بذاتي، يسعد بعدم وضعي على كاهله أعباء تُتعب رأسه ولا تضيف قيمة على رجولته إن تركتُ موضوع حلّها له، فالأُسود دائمًا ما تُرسل إناثها للمعارك الصغيرة، وتبقى هي في جهوزية تامة لخوض المعارك الشرسة!! 

لم أُفلِتُ رجلًا إن كان كافيًا ليكون بنظري ملاذًا آمنًا، وسندًا لا يميل، وداعمًا، ومُحبًا، أنجحُ وينجح بي، أسعد ويسعد بي، يعلو وأعلو به، يطمح وأطمحُ إليه...

ولم ولن أُفلِتُ يدًا يومًا اختارتني، قبل أن أكون قد استنزفت كل طاقتي وصبري على المحاولات، وهبتها عوضًا عن الفرصة فرصًا، وعوضًا عن الحب تتيّم، وعوضًا عن التميّز استثناء، وعوضًا عن الوفاء موتٌ لسائر الأيادي في عيني، وإن اتخذتُ هذا القرار بإحدى الأيام، أكون راضيةً بما قدمت، وبعدها علامَ تريدني أن أحزن!! ما الذي أنتَ منتظره؟! في آخر المطاف، وفي نهايتنا لن يبقى لكَ سوى الفخر بأنني كنتُ في أحد الأيام برفقتكَ وبقربكَ، والفخر الأكبر لكَ بأنكَ سمعتَ مني "أحَبَكَ قلبي"!!




Share To: