سؤال وجواب | بقلم أ. د روحية مصطفى أحمد الجنش أستاذ ورئيس قسم الفقه الأسبق بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات القاهرة
سؤال وجواب | بقلم أ. د روحية مصطفى أحمد الجنش أستاذ ورئيس قسم الفقه الأسبق بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات القاهرة |
السؤال : قالت : زوجي أجرى عملية دعامة في القلب وأمرة الطبيب بالإفطار في نهار رمضان لصعوبة تغيير وقت تناول الدواء ، واستعنا بممرض يجلس معه إلى أن يُنعم الله عليه بالشفاء ، والسؤال هنا بما أن الزوج سيفطر شهر رمضان ، هل يجوز أن نُخرج فدية بديل الصوم ، وهل يجوز أن نُعطيها للمرض في صورة وجبة إفطار ووجبة سحور ، حيث أنه مُقيم دائم معه .
الجواب :
أولا : رخص الله تعالى للمريض الذي يتعارض صومه مع صحته بشهادة الطبيب الثقة أو باختبار الإنسان لنفسه ومدى إطاقته للصوم أن يفطر في نهار رمضان ثم يصوم بعد ذلك إذا كان مرضه عارض ويتبعه صحة ، أما إن كان المرض ملازم له ولن يتمكن من الصوم بعد رمضان فعليه إخراج فدية عن كل يوم يفطر فيه ، وله أن يخرجها مجملة في أول الشهر أو نهايته أو يُخرج يوم بيوم ، قال تعالى : (فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ) البقرة 184، وتصرف في أحد مصارف الزكاة الشرعية وخاصة الفقراء والمحتاجين ، والأولى في إخراجها أن تكون نقوداً ؛ لأنها أنفع للفقير ، وفدية اليوم الواحد كما حددته دار الإفتاء المصرية 30 جنيها ، وهذا هو الحد الأدني ، فمن أراد الزيادة فبها ونعمت .
ثانيا : في ضوء ماسبق ، وبالنظر للسؤال المطروح ، إذا كان الزوج لن يستطيع الصيام بعد ذلك فله إخراج فدية عن كل يوم ، أما إعن مسألة عطائها لمن يقوم على تمريضه في صورة وجبة إفطار وسحور ، فهذا فيه تفصيل ، هل الممرض من مصارف الزكاة أم لا ، فإن لم يكن منها فلا يجوز إخراجها له ، وإن كان من مصارف الزكاة ننظر ، هل الأجر الذي يأخذه مقابل رعاية المريض شامل الطعام والشراب أم لأ، فإن كان يشملهما فلا يصلح حساب وجبة الإفطار والسحور على أنها فدية الصوم ، لذا يمكن للمريض أو أهله إعطاء الممرض الفدية في صورة مال ، أما إن كان الممرض يقوم بعمله بأجر غير شامل للطعام ، فيجوز في هذه الحالة إخراج الفدية له في صورة وجبة إفطار وسحور . والله تعالى أعلى وأعلم
Post A Comment: