أذِّنْ  يا بلال ... سنعـــود | بقلم الأديب المصري د‌. طارق رضوان جمعة


أذِّنْ  يا بلال ... سنعـــود | بقلم الأديب المصري د‌. طارق رضوان جمعة
أذِّنْ  يا بلال ... سنعـــود | بقلم الأديب المصري د‌. طارق رضوان جمعة



عزيزي القارئ... عزيزتي القارئة أعدٌك هنا أنك  سترى القدس بنظرة وقلم أدبي جديد ، لم تراها من قبل. كالقدس... أحلامٌنا ظاهرة، لكنها مٌحتلة من واقع مرير. تمر الأٌمة الإسلامية بمٌنحدر لا ليحطم فينا كل شيء ولكن لنشكره يوما ما ، فحين ننظر إلى الماضي نجد عظمتنا قد شكلتها السنين الأصعب. فلا أحد يتعلم  فلسفة جديدة دون أن يدفع الثمن.

مــن يضمد الجراح؟ من يبدد الليل ويأتي بنور الصباح؟ أين المفر من ألاف الضحايا والأشباح؟ يا أمة القدس صبرا. يا أمة بلا غطاء، بلا ماء، بلا دواء. يا أمة تبكى عليها الأشجار والدواب لمشاهد ينفطر لها الفؤاد. نكتب لنخبر العالم في كل ساحةِ وناد عما سببه الكبر  والعناد من فساد. يا صلاح الدين ، يا بن زياد هل يمكن لشعب فلسطين أن يباد؟ يا معتصم،  يا قطز وامعتصماه، وإسلاماه. 

يـــا قدس ... فبرغم القهر مشرقة، توارى الضنى عن وجهك الحسن.يا قدس الهجران يسحقني، فأنا السفينة وأنت البحر ملهمتي، فكيف أمضى بلا ماء يا رائعة كقاف القلب، وحاء الروح، وباء الحب، وراء الغرام. عذب أنت كسين السلام وميم الأمان.

فكم من  جليس لنا يخفى عداوته، يسر في نفسه ما الله مخفيه. وكم صديقا نخفى مودته وفى النوائب يفدينا ونفديه. عجاف القلوب لن ينفع معهم ود ، وإن زرعت  لهم سبع سنين سنابل ود ورحمة.

أذنْ يا بلال وأيقظ منا وفينا أحفاد  صلاح الدين وأمجاد خالد بن الوليد ليمحوا عار مشهد  أم تحتضن وليدها الشهيد. أذن فقد صارت الأمة عبيد، ما عدنا أصحاب المجد التليد. أذن وخلصنا من ذل وخنوع مديد، فالله أكبر تفل الحديد. أذن ونادي على بن العاص يفتح الأبواب لأبن الخطاب يطهر مسرى رسول الله. أذن يا بلال  على فارس يٌحيي الدين ويٌعلى الراية فى فلسطين ، وعلى المغضوب سنقول أمين. ينصرنا المولى بجند الله... خيبر، خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود... سنعود... حتماً سنعود.

عـٌــذرا يا قدس... فها أنا بسيف الحرف انتحرٌ، وأنت بدم الشهيد تٌحيك الحلم وتنتفضٌ. قل يا قلم وأرفع علم، وأحي الضمائر من عدم. قلبي هناك عند الحدود يااارب نسألك الوعود، نسألك اليوم المشهود. يارب وحدتنا تعود وأذن لأمتك أن تسود. هب لنا عونا على الصمود من أجل الوجود. يـــا أمة الإسلام كيف الصيام وجوع غزة حرس للحدود؟ صارت النخوة والعروبة بلا وجود.

مــا أقصانا عنك يا أقصى وعليك ما أقسانا! تستغيث على مسامعنا ولندائك ما سمعنا. الم تقرؤوا   في ملامح صخرة الأقصى ما سطرته معاول الإرهاب؟ الم تروا خنجر البغي الذي غرسته كف الغدر بين قبابه؟

أخواني في البلد الحرام وطيبة يترقبان على الطريق إيابي. يتساءلان متى الرجوع إليهما؟ يا ليتنى استطيع رد جواب. وأنا هنا في قبضة وحشية، يقف اليهودي العنيد ببابي. أوليس ثالث مسجدين إليهما شدت رحال المسلم الأواب؟ أولم يكن مهد التنبؤات التي فتحت نوافذ حكمة وصواب؟ أو لم يكن معراج خير مبلغ عن ربه خير كتاب؟

الأقسى يصرخ:" ويحكم يا مسلمون ، كأنما عقمت كرامتكم عن الإنجاب، وكأن مأساتي تزيد خضوعكم ونكوص همتكم على الأعقاب، وكأن ظلم المعتدين يسركم، وكأنكم تستحسنون عذابي. أتأذنين لغاصب متطاول أن يدفن العلياء تحت ترابي؟! يا مسلمون إلى متى يبقى لكم رجع الصدى وحثالة الأكواب؟ أليس لديكم همة تجتاز بالإيمان كل حجاب؟ إني رأيت عيون من ضحكوا لكم ، وأنا الخبير بها عيون ذئاب. هم صافحوكم والدماء خضابهم... هذى دماء شيخ يحمل مصحفاً يتلوا خواتم سورة الأحزاب. هم قدموا حطباً لموقد ناركم وتظاهروا بعداوة الحطاب. عجباً أيرعى للسلام عهوده من كان معتاداً على الإرهاب؟ من مسجد الإسراء هذه دعوة إلى سفر الزمان ودفتر الأحقاب فلعلكم تجدون في صفحاته ما قلته وتثنون خطابي"

القدس تنادى يا ثائر، من يرضى بالقسمة جائر. القدس تنادى يا أنتم، الجرح بقلبي كم غائر. القدس عقيدة أمتنا، ليست لصلاة وشعائر. ويطل السيد من عال، مصلوب ينظر للغادر. الحق يعود بمطلبه، لا ندب بالحظ العاثر. تكلموا فالقلوب لها لسان وبين القلب والعينين جسر، فدمعك في فؤادي يغلى . يا صلاح الدين الأقصى يعانى الويل والمخفي أدهى وأمر. ما للأقصى لا يرى المقداد فينا ؟! 

وختاماً يقول الحبيب المصطفى صلوات ربى وسلامه عليه : الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة، والصلاة في مسجدي بألف صلاة، والصلاة  في بيت المقدس بخمسمائة صلاة".




Share To: