عيد الأم دعوة لمكارم الأخلاق | بقلم فضيلة الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف


عيد الأم دعوة لمكارم الأخلاق | بقلم فضيلة الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف
عيد الأم دعوة لمكارم الأخلاق | بقلم فضيلة الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف

 


في يوم 21 مارس من كل عام نحتفى ونحتفل بعيد (يوم ) الأم ؛ وهذا الاحتفال بيوم الأم وبجميع المناسبات الاجتماعية يمثل دعوة إلى مكارم الأخلاق وتوطيد للعلاقات الاجتماعية، وبث لروح الحب والتراحم في المجتمع .


والاحتفال بعيد الأم فيه من البر بالأم ما فيه وهو دعوة لمكارم الأخلاق، وما أحوجنا في هذه الأيام إلى توطيد الحب في قلوب الأبناء وإعلاء لقيمة الأمومة في المجتمع.


انَّ الإسلام جعل برَّ الأم ثلاثة أضعاف الأب فقد

جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، مَنْ أحقُّ الناس بِحُسن صَحَابَتِي؟ قال: «أمك» قال: ثم مَنْ ؟ قال: «أمك»، قال: ثم مَنْ؟ قال: «أمك»، قال: ثم مَنْ؟ قال: «أبوك». متفق عليه. 


وحق الأم فوق حق الأب بدرجات وهذا يدل على علو منزلتها عن الأب مع أنهما شريكان في تربية الولد ؛ هذا بماله ورعايته؛ وهذه بخدمته في طعامه وشرابه، ولباسه وفراشه وغيرها من الأشياء . 


أخرج البخاري في الأدب المفرد: إن الله يوصيكم بأمهاتكم ثم يوصيكم بأمهاتكم ثم يوصيكم بأمهاتكم ثم يوصيكم بآبائكم ثم يوصيكم بالأقرب فالأقرب .


إن الأم لها مكانةً عظيمة فقد قال الله تعالى: {وقضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا}[الإسراء: 23].


ولهذا نجد أن الأم لها منزلة خاصة في الإسلام، وفي كل دين سماوى ، ولذلك يجب أن تكرم وتحترم ويحتفل بها ؛ فإذا اخترنا يوماً من أيام السنة وجعله عيدا ً للام لما كان في ذلك مانع شرعي .


والإحتفال بعيد الأم لا حرج فيه، بل يجب أن نحتفل بالأم طوال السنة، والرسول الله كان يحتفل بيوم مولده بصوم يوم الإثنين، وعندما سئل في هذا، قال هذا يوم ولدت فيه فكان يعبر بشكره لله على ذلك بالصوم.


فنحن نحتفل بهذا اليوم وننفذ ما أمر الله به من بر الوالدين والأم على وجه الخصوص .


إنّ عيد الأم من الأعياد الإجتماعية ومن العادات التى تختلف من بلد إلى بلد وهذا العيد تعبير عن الوفاء والاعتراف بالجميل لما للأم من فضل ومكانة .


ان عيد الأم يجب أن يستمر في كل وقت طوال العام وعطاء الأم لأولادها لا يعادله عطاء ، وعطاء الأم يجسد أسمى معاني الحب والعطاء والتضحية والوفاء .


فالأم هي موضع الحنان والرحمة الذي يأوي إليه أبناؤها.


ولهذا أختم حديث برأى دار الإفتاء المصرية بخصوص الإحتفال بـ"يوم الأم" حيث قالت :


هو أمرٌ جائزٌ شرعًا ولا حرج فيه، بل هو مظهرٌ من مظاهر البر والإحسان المأمور بهما شرعًا على مدار الوقت؛ قال تعالى: «وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ» [لقمان: 14]


ولا يوجد في الشرع ما يمنع من أن تكون هناك مناسبة يعبر فيها الأبناء عن برهم بأمهاتهم .


كل عام وأمهاتنا بخير وسعادة.




Share To: