بيـــن المنطـــق والإحساس | بقلـــم الأديب المصري د. طــارق رضـــوان جمعــة
بيـــن المنطـــق والإحساس | بقلـــم الأديب المصري د. طــارق رضـــوان جمعــة |
ما أجهـــل الإنسان يضنى بعضه
حاشى الحياة بأنها تشقيه
ويظـــن أن عـــدوه فى غيـــره
وعدوه يمسى ويضحى فيه
يا حبيبتي.. رؤياك كمقيص يوسف على عيني يعقوب، فالثبات أمام عينيك جهاد. فإذا مات الحب فتعالى نقتسم إرثه بيني وبينك والدموع شهود... خذ أنت ذكرياتي كلها وسأحمل أنا خيبتي وأعود.
من الجميل أن يجيب الزوج على أسئلة زوجته بالمنطق، ولكن الأجمل أن يطيل معها الحديث، أن يحاورها بما يليق بإحساسها الرقيق وعاطفتها الجياشة فيجيبها برقة قلبه ومشاعره النبيلة ، فمثلاً حين تطلب الزوجة أن تتركها بمفردها قليلاً... فمن المنطق أن يكون رد الزوج " لكِ ما تشاء، سأحترم رغبتك الآن. ولكن الرد الأجمل والأبقى ذكراً أن يقول أنا بجانبك فلنقتسم ما يقلقك، وكيف يقلقك شيء وأنا بجانبك درع حامى لكِ ضد كل ما يؤذيك؟ كيف نال الحزن منكِ وأنا ظلك الظليل؟ وإذا سألتها ماذا بكِ؟ فتجيب لا شيء، فمن الطبيعي أن تقول حسناً ، ولكن من الرحمة والتراحم والعطف أن تشعرها بالأمان فتقول لها كيف لكِ أن تخفى عنى شيء يحزنك وأنا مرآتك وصديقك الصدوق وناصحك الأمين؟ لا تخشى أن تخبريني عن أي شيء كبيراً أو صغيراً، فجم سعادتي أن أنصت لحديثك. وإذا أرادت الزوجة والحبيبة أن تستأنس بك فتقول لكِ "وحشتني "، فمن الطبيعي أن تقول وأنتِ أيضا، لكن إتباعا لسنة الحبيب محمد عليه الصلاة والسلام فقل بقلب نقى تقي "أنا لم أنساك لحظة فدائما أنت معي فى كل لحظات حياتي وتفاصيلها سنداً ودعماً وبهجةً وأملاً. أنت لي روح تطوف حولي ونسمة هواء تداعب وجهي، ماء أنتِ لي وحياة.
أمر الأنثى أمر هين ، لا يستدعى استخدام أسلحة وقوة عضلية لإرهاب الزوجة كما يعتقد البعض خطأً أن هذا سبيل السيطرة والهيمنة والسعادة الزوجية. " سياسة ذبح القطة ليلة الزفاف" سياسة باليه وتقاليد عقيمة. إنما الواقع أن السعادة الزوجية تتطلب ذكاء ذكوري وشيء من التغافل وفن في معاملة الأنثى بمنطق حساس وإحساس منطقي. فخطاب القلب يهمس للقلوب دون استئذان. طبطبة القلوب أمر هام وحجر أساس في إقامة الحياة الزوجية. ليست دائما لغة العقول هي الأذكى، وإنما لغة القلوب يمكنها أن تختصر الطريق لإيجاد الحلول لأقصى العقبات.
فإذا أصابك العناد وفعلت عكس ما ذكرته، ستجد الحياة الزوجية قفص ذهبي بداخله روح متمردة تسعى للتحرر من واقع اليم مرفوض، ربما تبتسم لتخفى ألاماً ومرارة وصرخات لا يسمعها إلا هي ومن يحبها إن أسعدها الحظ ووجدته. ستبقى في عينيها حكايات لم تروى، وصراع بين الأمل واليأس، بين الحياة والموت. فهي تشبه نسمة عابرة وطير مهاجر يستمتع برؤيتهما كل من حولهما ولا يدركون كم المعاناة بداخلهما.
أنا أعلم وأنتم على بينة أن مجتمعنا العربي مجتمع ذكوري إلا من رحمه ربى وأدرك أن للأنثى حقوق كما عليها واجبات. فهي أنثى أقتحم المجتمع حزنها... أعتقلها المجتمع بأوراق رسمية تحت اسم الستر، وتم تقييدها بسلاسل ذكورية، صارت في سجن لمجرد اتهامها بجريمة أنها فاتنة. خسرنا أجمل ما في الأنثى حين أرسل المجتمع لها رسالة مفادها أنها سلعة للبيع لأعلى ثمن، ,أنها سلعة سيتم استهلاكها حتى ينفذ تاريخ صلاحيتها، حين يقرر المالك شراء بضاعة أحدث.
ختاماً... لماذا لا تكون العلاقة بين كل حبيب وحبيبه كعلاقة الأم وجنينها؟ فالجميع يعتقد أن بكاء الأم لحظة الإنجاب بسبب الألم وأن بكاء الطفل بسبب لسعة الهواء البارد، لكن تبقى الحقيقة وهى أن كلاهما يبكى بدموع الفراق بين جسدين. لماذا لا ينبض الحبيب بقلب حبيبه؟ لماذا لا تبنى علاقة الحب على احترام متبادل وصداقة تحترم رأى الأخر وأفكاره ومواقفه؟ لابد من وجود مساحة أمنة بين الطرفين يعبر فيها كلاهما عن مخاوفهما ومشاكلهما دون خوف أو ترقب.هناك مقولة جميلة تعنى أن الشخص الذي يعجز عن أن يكون لك صديق، لا يمكنه أن يكون حبيب.
التغاضي أحياناً هو قمة الذكاء لاستمرار علاقة زوجية ناجحة لأن الدرجة العالية من الوعي والتفكير تجعل الإنسان انطوائي. يقول الأبنودى لحبيبته أن الله قد خلقه في هذه الدنيا دون إرث، ولكنها هي كل ما يملك.
Post A Comment: