غَزَل | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن


غَزَل | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن
غَزَل | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن

 


 السلام عليكم ، 

غَزَل : 

هي امرأة يندى لها الجبين خجلاً ، تتوقف عقارب الساعة تبجيلاً حينما تَحِل ، لحضورها بهاءٌ وبهجةٌ تقفز بقلبي فيطير فرحاً ، تكاد الدموع أنْ تنهمر من عيني من فرط السعادة ، أشعر بشعور طفل حصل على لعبة رَغِب فيها منذ زمن طال ، في صمتها وقارٌ ، وفي كلامها لحن رنَّان تُطرَب بسماعه الآذان ، هي فتاة تُرغِمك على الوقوع في حبها والتورط فيها أكثر وأكثر كلما ازددت بها معرفة وتوغلت في علاقتك بها ، يَصعُب عليك نسيانها وقت الغياب ولو لعدة ساعات ، تنتظر حضورها بفارغ الصبر كطفل ينتظر مرور الوقت لعودة أمه فهو متعلِّقٌ بها للغاية ولا يمكنه التفريط فيها ولو لبضع لحظات ، جمالها آخاذ فطري مرتكز على عوامل أخرى بخلاف المظهر الخارجي والملامح الجذابة التي تأسر الجميع فهو نابعٌ من دفء روحها وخِفة ظلها وعِفة طلتها البهية ، في مشيتها دلال العالم كله رُغم أنها لا تتمايل أو تفتعل كالأخريات ، في وجودها سحرٌ لا تتمكن من كشفه أو الوصول لكُنهه ومعرفة سره ومكمنه ، في جيدها قلادةٌ تلمع وسط الظلام وكأنها تضيء لي عتمة الطريق حتى وإنْ ابتعدت عنها ، فهي فتاة فريدة من نوعها لن تجد لها مثيلاً إنْ بحثت ودقَّقت النظر في كل اتجاه ، فلها خصالٌ لا تجتمع في فتاة غيرها قط وهذا ما أُجزِم أنني لم أعثر عليه طوال سنوات حياتي برغم اتساع خبراتي وتنوع معارفي ، فتكفيني نظرة خاطفة من عينيها الساحرتين كي أذوب وأنصهر معها للأبد وتنتهي حكايتنا بالزواج الذي يُكلِّلها ويجعل لها طعماً أشهى ومذاقاً أروع ، فهي أشبه بمقطوعة موسيقية بديعة تستمع إليها في تأمل وانسجام دون أنْ يُصيبك الملل ذات لحظة أو تفقد الشغف تجاهها ، فلقد عَشِقت كل تفاصيلها ووقعت في حبها منذ الوهلة الأولى فلا تمنع قلبك من الغرق في تلك الحالة والانغماس في هذا الشعور والارتواء من هذا العطاء الذي لا يتوقف من قلبها الفريد الذي يَسكُب الحب عليك سكباً بلا انقطاع أو نضوب ...




Share To: