من الأسباب المعينة على بلوغ الحج | بقلم فضيلة الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف


من الأسباب المعينة على بلوغ الحج | بقلم فضيلة الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف
من الأسباب المعينة على بلوغ الحج | بقلم فضيلة الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف 

 


من كملت له شروط وجوب الحج فليبادر بالحج فإنه لا يدري ما يعرض له من الأمور .


فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: 


تَعَجَّلُوا إِلَى الْحَجِّ فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَا يَدْرِي مَا يَعْرِضُ لَهُ .


رواه أحمد 


وعن ابْنِ عَبَّاسٍ أَوْ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ أَوْ عَنْ أَحَدِهِمَا عَنْ صَاحِبِهِ رضي الله عنهم أنه قال: 


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: 


مَنْ أَرَادَ أَنْ يَحُجَّ، فَلْيَتَعَجَّلْ فَإِنَّهُ قَدْ تَضِلُّ الضَّالَّةُ، وَيَمْرَضُ الْمَرِيضُ، وَتَكُونُ الْحَاجَةُ . 


رواه أحمد وابن ماجه 

 

فالعبد اليوم قد يكون مستطيعًا بدنيًا وماديًا، وغدًا لا يدري ما يحصل له، وما يطرأ عليه من العوارض، فربما حيل بينه وبين ما يرجوه، بفقر أو مرض أو شغل شاغل.


ومن الأمور المعينة على بلوغ الحج:


1- النية الصادقة الخالصة، وعقد العزم على إرادة الحج :


فإن من ابتغى هدفًا نبيلاً، ينبغي أن ينشغل به قلبه، ويُعْمِل فيه عزمه وفكره، ولا يهدأ إلا ببلوغ مراده، وتحقيق أماله، ولا يكون الأمر مجرد تشهي وأماني، بل كن ذا نية صادقة وعزم أكيد.


2- الدعاء: 


سل الله دائمًا لزوم الطاعة، ودوام العبادة والاستقامة، وأن يبلغك بيته الحرام حاجًا ومعتمرًا، فهو الإله الرب الخالق الذي لا يكون أمرًا إلا بأمره، ولا يصير شيئًا إلا بإذنه، فادعه يستجب لك الدعاء، وييسر لك الأسباب.


3- حسن الظن بالله تعالى: 


فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: 


يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُنِي . 


أخرجه البخاري ومسلم


 وبرواية لمسلم: 


أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ إِذَا دَعَانِي .


4- الأخذ بالأسباب الممكنة والمتاحة: 


فمن رام أمرًا أخذ بأسباب تحقيقه، فهل يستوي عبد ملك نصف الاستطاعة مع من لم يملك شيئًا؟!


 بل على من ملك نصف الاستطاعة أو تهيئ له شيئًا من الأسباب أن يكون أشد حرصًا ممن لم يتهيئ له شيء.


5- المواظبة على العمل الصالح: 


فإن الله تعالى يفتح لعبده الطائع ما لا يفتح لغيره، ويهيئ له ما لا يهيئ لغيره، فمن دوام على العمل الصالح يوشك أن يتوج عمله بحج مبرور وذنب مغفور وجنة عند الرب الشكور.


6- طيب المعاش، من مأكل ومشرب وملبس ومسكن ونحو ذلك: 


فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: 


قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: 


إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا وَأَنَّ اللَّهَ أَمَرَ المؤْمنينَ بِمَا أمرَ بِهِ المرسَلينَ، فَقَالَ: 


يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ واعْمَلوا صَالحا .


وَقَالَ: 


يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ .


ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ: يَا رَبِّ يَا رَبِّ وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ وَغُذِّيَ بِالْحَرَامِ فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ .


 رَوَاهُ مُسْلِمٌ


رزقنا الله وإياكم حج بيته الحرام والصلاة في مسجد النبى العدنان محمد عليه الصلاه والسلام.




Share To: