فتيل الرغبات | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن

فتيل الرغبات | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن
فتيل الرغبات | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن 


 

السلام عليكم ،
فتيل الرغبات : 
الإرادة هى الفتيل الذي يُشعِل الرغبات داخل المرء ويُحثه على العمل والإنتاج ويُبغِّضه في القعود والاسترخاء طيلة الوقت ، فهي ما تُثير الدوافع التي تجعله راغباً في غدٍ مشرق أفضل من أمسِه الذي مرَّ دون تحقيق المُراد بفعل خموله وتكاسله واتكائه على الضيق والتذمر وكأن تلك العوامل تحول بينه وبين واقعه الذي يريد محاكاته ومعايشته بالفعل ، فكان عليه أنْ يُنحِّيها جانباً ويتخلى عنها لبعض الوقت الذي يحقق فيه ذاته ويصل لأحلامه التي يسعى إليها منذ قديم الأزل ، فما الحياة الدنيا سوى محطات إما أنْ يتمكن المرء من استغلال طاقته فيها أو يُضيِّعها بمحض إرادته دون الشعور بأي ذرة تأنيب ضمير توبِّخه وتذمه طيلة الوقت كي يُعدِّل سلوكه ويُحسِّن من طريقة تفكيره كي يتغير واقعه للأفضل وبمزيد من المحاولات يكون الشخص الذي تمناه ذات يوم بمزيج من الجهد البسيط والصبر والمثابرة والإقدام على التجارب بشتى أنواعها وإنْ لم يحالفه الحظ في بعضها ، فتلك هي حال الدنيا يوماً ما تواتيك بالفرصة على طبق من فضة ويوماً ما تسلب منك بعض الأمور ولكنها تُعوِّضك بغيرها على الفور حتى لا تجزع أو يتسلل اليأس إلى قلبك تارة أخرى بعدما رحل عنه وغادره ، فلا تدعه يسيطر عليك في تلك اللحظات التي يباغتك فيها على غفلة حتى لا تسمح له بأنْ يقتص منك وكأنك مرتكبٌ لجُرم ما أو يسلب منك حياتك بلا جدوى تعود عليك في نهاية الأمر ، فبإرادتك وإصرارك تصل لما تريد راكلاً ما يحجبك عنه بأخمص قدميك وكأنك تزيحه بكل قوتك وعزمك دون أي خوف أو تراجع ولو للحظة تُضيِّع فيها أهم لحظات عمرك بلا قدرة على استرجاعها مرة أخرى ، فلا بد أنْ يدرك المرء قيمة الوقت الذي يمضي من حياته محاولاً استغلاله بكل ما أُوتي من مَلكات وهِبات حباه الله إياها من غير حول له ولا قوة ، فتلك الإمكانيات سوف يأتي الحين الذي تفنى فيه أو تتقلص قدرة الإنسان على توجيهها بالشكل السليم فيجب أنْ يحاول اللحاق بها قبل أنْ تذهب في أدراج الريح بلا عودة فلا متحكم فيها سواه ، فعليه الانتباه قبل فوات الأوان ...



Share To: