دُرَتك المَصونة | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن


دُرَتك المَصونة | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن
دُرَتك المَصونة | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن


السلام عليكم  ، 

دُرَتك المَصونة : 

قلبك هو دُرَتك المَصونة التي يتحتم عليك الحفاظ عليها من شرور البشر وأكاذيبهم التي ينثرونها في كل مكان ويتفوهون بها في كل أوان ولكن لنقاء قلبك تُصدِّقهم وتثق بهم ثم يَعتريك الخذلان والندم وتليهما الحسرة على ذاك الوقت المُهدَر بلا قيمة ، فعليك أنْ تضع قلبك في مكان آمن بعيداً عن بني البشر الذين يتلاعبون بالألفاظ من أجل الإيقاع بك في شباكهم ثم يتلذذون بالقضاء عليك وتدميرك شيئاً فشيئاً دون أنْ تدري أو تأخذ بعين الاعتبار ، فحذارِ أنْ تُسلِّم قلبك لأي امرئ كان سوى بعد أنْ تختبره وتَمُر بمواقف عديدة معه تُكسِبك مزيداً من الثقة في شخصيته التي ستقضي البقية من عمرك معها أو تسمح له أنْ يراوغك أو يخدعك أو يَعِدك بأمور لن تتحقق ذات يوم فتستمر في رسم الآمال والأماني وسرعان ما تجدها تتلاشى وتتبخر وكأنها لم تكن ، فلا تبنِ أحلامك على أشخاص غير موثوق في صِدقهم حتى لا تسقط تلك الآمال وتنهدم فوق رأسك ذات مرة وتُصيبك بالخيبة التي ليس لها دواء ، فلا تُلْقِ بذاتك في مثل تلك المآزق التي يَصعُب الخروج منها فقد تحتاج وقتاً طويلاً من أجل التعافي منها تماماً واستعادة رونقك واستكمال حياتك كما كانت مُسبقاً ، قبل خوض تلك التجارب المؤلمة التي أَصابتك بالمزيد من الويلات والآهات والآنات التي لم تنتهِ أو تَبرأ بَعْد ولكن إنْ نظرت لنصف الكوب المملوء ستجد أنها أَنضجَتك بالفعل ، فعليك أنْ تُضمِّد جراح قلبك وتأخذ الوقت الكافي حتى تتيقن أنها قد شُفيَت تماماً ولم يَعُد لها أي أثر ووقتها فقط ستتمكن من معاودة التجربة بثقة أكبر وصِقل وكبرياء وعِزة نفس وإقدام فقد تعلمت أنْ ترتقي بشخصيتك وألا تستهين بها أو تستخف بمتطلباتها في سبيل الحفاظ على علاقتك بمَنْ تُحِب فالعالم ملئ بالبشر لا يتوقف على شخص بعينه فلا تكُنْ محدود الرؤية بل اجعل إبصارك بعيد المدى حتى تتمكن من اتخاذ القرارات السليمة التي لن تندم عليها مطلقاً دون أنْ تنحاز لعواطفك ، فهذا هو سر السعادة والراحة التي سوف تستقر داخلك إنْ منحت نفسك القَدْر الذي تستحقه دون إتيان على حقوقها ولو لمرة واحدة فلسوف تعتاد ذلك وتُكرِّره آلاف المرات دون أنْ تدري أو تشعر بأي خسارة ومن هنا تبدأ الخسارة بالفِعل ولن تدركها سوى بعد فوات الأوان ، فلا تَدَعْ رغبتك في استكمال أي علاقة تَسوقك فتُفقِدك قيمتك وبريقك الذي يُميِّزك أو تُضيِّع نفسك من أجل أي شخص كان فلا يوجد خاسرٌ سواك ...




Share To: