لهم الشوكولاطة وله الصبّار | بقلم ذ. عبدالعزيز  عميمر / أديب جزائري 

 

لهم الشوكولاطة وله الصبّار | بقلم ذ. عبدالعزيز  عميمر / أديب جزائري
لهم الشوكولاطة وله الصبّار | بقلم ذ. عبدالعزيز  عميمر / أديب جزائري 



_هو دمعة محبوسة في ضيق التنفس،لم تسقط رغم حرارتها،ولم تتسرّب،حتى يتراكم الضغط وينهار الجدار ،ساعتها تودّعه الطيور التي أحبّها ويشهد جنازته النورس الحارس،هاهو يحمل تحت جناحه كفنا

ابيضا،يدخّره للموعد ،خوفا من منع بيعه .

النورس هو الوحيد الذي يفهمه يناجيه كل ليلة قبل المغرب ينظر إليه ويتناول دمعته خوفا من سقوطها لتفادي السجن المؤبد ،ومنعا للغرامة المالية ، ويتذكّر جيٌدا حينما بكى من الجوع، فدهنت عيناه بأوراق الصبّار،ومن يومها يخاف من الدموع فاستبدلها بسقوط فتات قلبه وتكسّر ضلوعه على أسنان الحقد، فظن الناس أنه بلا دموع ،وقاسي القلب ،وصخرة بركان زرقاء قذفتها الحمم.

هم يبكون واحيانا يتباكون، ويوضع تحت تصرّفهم حزمة مناديل معطّرة،ومعقّمة، الدلال وجلب الشفقة،ونيل شوكولاطة بالحليب ،فاصبحوا بدموع التماسيح يتباهون 

ليس لألم ولكن سعيا لبنّة الشوكولاطة ولذّتها،هم مغرمون، ومدمنون عليها وتكلفتها غالية،لكن أموالهم

التي لم يتعبوا عليها متوفّرة باستمرار،أكياس وأكياس،أحسبتهم مثله ! مداوم على الخبز البلدي،وزيت الزيتون، يغمّس القطعة داخل الزيت ويأكل،وأحيانا يضيف لها قطع البصل ،رفقة قارورة ماء.

يرى نفسه ذرّة في الكون أخطأت مسارها بعدما نزعت من كويكب بفعل الاصطدام الذي حدث وغيّر كونه الداخلي وأعطاه صفة الصخرة البكماء،لكن ربّما تسمع،وترى،ولها دموع مجمّدة .

من فضلكم لا تتحدّثوا عن دموعه،حتى لا يؤذى،فجسمه غزته الإبر وليس هناك متسع لابر اخرى، وجلده مفتوح باستمرار،كل شهر يأتون لوضع الملح في جيوب الجلد،حتى يبتسم ويكون له يوم طيّب، ويشعر براحة الملح الذي جدّد جرحه ،وتركه ينزف أكثر بسعادة غامرة.

أعذروني سأغادركم فأنا أسمع وقع اقدامهم،سأطفئ

شمعتي واغلق على دمعتي ،وسأتجه لنورسي لحمايتي

سأستقيل من الحياة وآخذ عطلة أهل الكهف .





Share To: