‎احك يا شكيب "أحلام اليقظة: أنا أحلم إذن أنا موجود " | بقلم الكاتب والفنان التشكيلي ذ. شكيب مصبير


‎احك يا شكيب "أحلام اليقظة: أنا أحلم إذن أنا موجود " | بقلم الكاتب والفنان التشكيلي ذ. شكيب مصبير
‎احك يا شكيب "أحلام اليقظة: أنا أحلم إذن أنا موجود " | بقلم الكاتب والفنان التشكيلي ذ. شكيب مصبير


حكايتي قد تبدو غريبة الأطوار ، و لكنها الحقيقة المرة التي مررت بها و عشت مرارتها و مآسيها ، حتى لا أطيل عليكم ها أنا ذا أشارككم و أشارككن بعضا من تفاصيلها : 

" لما كنت شابة تعرف علي خطيبي الذي سيصبح بعد شهور زوجي ، كانت حياتنا مثالية بشهادة كل من كان يخالطنا  من أقارب و أصدقاء و جيران ، كان زوجي يعاملني معاملة راقية ،  ألفاظ منتقاة : غاليتي ، عزيزتي ، قرة عيني ، ملاكي ، أغلى حب …  يقبلني عندما يخرج من البيت صباحا و عند عودته بعد العمل ، دائم الاتصال بي أينما حل و ارتحل ، و كنت أبادله نفس الشعور و الإحساس و المعاملة ، دام الوضع لسنتين ، و بعد أن اتفقنا على أن تصبح لنا ذرية ، وخلال فترة حملي كانت الفرحة لا تسعه و لا تسعني ، يساعدني في أعمال البيت ، و يشتري لي كل ما طاب مما كنت أشتهي من مأكولات ، يصطحبني للمطاعم و المنتزهات نهارا و ليلا ، و لكن كانت المفاجأة عندما وضعت حملي أنثى ، تغيرت أحواله معي ، لم يعد يهتم بي و لا ببنتنا  بل لم يكلف نفسه اختيار إسم لها ، من هنا بدأت مأساتي معه ، فعاودنا الإنجاب و رزقنا بثلاث بنات و ازداد إهماله و تجاهله لنا ، و أصبحت علاقتنا جد "باردة" وقرر أن نعاود التجربة من جديد ، و اشترط أن نتعرف على جنس المولود في بداية الحمل  ، فوافقت على مضض ، و بعدما تعرف على جنس المولود و بأنه ذكر تغير حاله و أصبح كما كنا في بداية زواجنا  ، زوج مرح و طيب و مهتم ، و تمضي الأيام  و الشهور و السنين ، و أصبح طفلنا الذي اختار له إسم سعيد محط اهتمامه دون بقية أخواته ، يغدق عليه من الهدايا الكثير ، يصطحبه معه في خرجاته ، يلاعبه عندما يكون في البيت ، و حاولت تنبيهه ، و لم يفعل و خاصة و أن بناتنا الثلاث شعرن بهذا الإهمال وأثار حفيظتهن و غيرتهن ، و لكنه لم يكن يبالي حتى صنع من ابننا وحشا تمرد على الجميع ، في البداية كان يؤذي أخواته يستولي على نقودهن و لعبهن و على أكلهن ، و بعد ذلك أصبح يتمرد على أوامري و عند وصول والده كان يحكي له الحكايا و يصدقه و يكذب غيره ، حتى وصل درجة الإدمان و مرافقة الأشرار، و بدأ يتمرد على والده بالكلام النابي و السرقة و الحضور للبيت في حالة تخدير و سكر ، و عندما يخاطبه والده ناصحا ،  أو ممتنعا عن منحه ما يطلب من نقود ، كانت ردوده جارحة بل حارقة ، من مثل قوله : " لم ولدتني و انت غير قادر على تلبية رغباتي و طلباتي ، كيف اشتغل و انت لديك من المال ما يغنيني عن العمل ، ماذا لو قمت بإرسالي للخارج حيث هناك أجد عملا يليق بكفاءتي و يجلب لي مالا كثيرا و أنت البخيل ، و لم لم تنجز لي مشروعا يغنيني عن الاشتغال مع الغير … " 

فأصبح زوجي يعيش في عزلة لا يبرح  باب بيتنا من شدة ما سببه له ابننا من حرج مع الجيران ، و من كثرة صياحه ، و مشاجراته معي و مع أخواته و مع والده ،  ندم زوجي على ما كان عليه من تفضيل ابننا على أخواته و أنه لم يكن يسمع لنصائحي و نصائح الأقارب و الأصدقاء ، بل مما كان يزيد في غضبه مقولة كان يرددها ابننا : " أنا أحلم و أحلامي كثيرة و غير متناهية ، فإذن أنا موجود " 

   ذ شكيب مصبير





Share To: