أ.د شفيقة الشهاوي  نموذج بنت الأزهر في القيادة | بقلم : أ.د روحية مصطفى الجنش


أ.د شفيقة الشهاوي  نموذج بنت الأزهر في القيادة | بقلم : أ.د روحية مصطفى الجنش
أ.د شفيقة الشهاوي  نموذج بنت الأزهر في القيادة | بقلم : أ.د روحية مصطفى الجنش

 

تمكين المرأة   

في قلب القاهرة، عاصمة الثقافة والحضارة، وفي أحضان جامعة الأزهر الشريف، تبرز شخصية نسائية فذة تقلدت عمادة كلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات القاهرة. إنها فضيلة الأستاذة الدكتورة شفيقة الشهاوي، أستاذ الفقه المقارن، التي تميزت بالإخلاص والتفاني في عملها، وحققت إنجازات ملموسة على مستوى الكلية والجامعة، مما جعل الجميع يشعر بالأمان والراحة تحت قيادتها الرحيمة الرشيدة.

عُرفت الدكتورة شفيقة الشهاوي بإخلاصها في العمل، حيث لم تدخر جهداً في خدمة كليتها وجامعتها. تفانت في أداء واجباتها الأكاديمية والإدارية، ملتزمةً بمبادئ الشريعة الإسلامية التي تنادي بالإحسان والتفاني في العمل. كانت تؤمن بأن العمل الأكاديمي ليس مجرد وظيفة، بل رسالة سامية تستوجب الإخلاص والتفاني لتحقيقها على أكمل وجه.

كانت الدكتورة شفيقة الشهاوي تتمتع بصدر رحب وحنانٍ كبير، مما جعلها بمثابة الأم الحنون لكل مجتمع الكلية. أحس الجميع بالأمان والراحة تحت قيادتها الرحيمة، حيث كانت تُعامل الجميع باللطف والاحترام. لم يكن هناك حاجز بينها وبين الطالبات، بل كانت تُفتح أبوابها على مصراعيها لاستقبالهن، تستمع إلى مشاكلهن وتبذل كل جهد ممكن لتذليل الصعاب أمامهن.

من أبرز الإنجازات التي حققتها الدكتورة شفيقة الشهاوي هو تحسين البيئة التعليمية في الكلية. قامت بتجديد البنية التحتية للكلية، وأدخلت عليها روح التحضر والجمال بما يتماشى مع منهج الشريعة الإسلامية. لم يكن هدفها مجرد تحسين الشكل الخارجي للكلية، بل كانت تسعى إلى توفير بيئة تعليمية مريحة ومحفزة للطالبات، تساعدهن على التركيز والتحصيل العلمي.

أحد الجوانب البارزة في شخصيتها هو اهتمامها الكبير بالطالبات، خاصة ذوي الهمم وغير القادرات على مصروفات الجامعة ، حيث كانت تسعى جاهدةً لتوفير كل الدعم اللازم لهن، سواء من خلال تقديم المساعدات أو تيسير الإجراءات الأكاديمية ، كانت تؤمن بأن لكل طالبة الحق في الحصول على تعليم جيد وفرصة لتحقيق أحلامها، بغض النظر عن ظروفها الاقتصادية أو الاجتماعية. 

لم تقتصر جهود الدكتورة شفيقة الشهاوي على الجانب الأكاديمي فقط، بل كانت تسعى إلى تعزيز الروح المجتمعية والتكافل بين الطالبات وأعضاء هيئة التدريس. كانت تُنظم العديد من الأنشطة الاجتماعية والثقافية التي تهدف إلى تعزيز الروابط الإنسانية بين أفراد مجتمع الكلية، وإرساء قيم التعاون والمساعدة المتبادلة.

بفضل قيادتها الرشيدة وحسن إدارتها، حصلت جميع برامج الكلية على الاعتماد من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد. هذا الإنجاز يعكس مدى التفاني والإخلاص في العمل، ويؤكد على التزام الكلية بتقديم تعليم عالي الجودة يتماشى مع المعايير الوطنية والدولية.

ومن جوانب عظمتها في القيادة، أنها لم تكن خصماً لزميل أو زميلة تحت قيادتها. كانت تتعامل مع الجميع بعدالة واحترام، معززةً بيئة عمل إيجابية ومحفزة، حيث يشعر كل فرد بقيمته وأهميته. كان هذا النهج يساعد في تعزيز التعاون والانسجام بين أعضاء هيئة التدريس والطالبات، مما ينعكس إيجابياً على الأداء الأكاديمي والإداري للكلية.

ومن جميل إنجازاتها الأخيرة، مبنى الكلية الجديد الذي قامت على إعداده من مالها الخاص وبجهودها الذاتية. هذا العمل النبيل يعكس مدى تفانيها وحبها للكلية والجامعة، بارك الله فيها وجعل ثمرة هذا العمل في ميزان أعمالها.

لا شك أن تأثير الدكتورة شفيقة الشهاوي سيظل باقيًا في ذاكرة كل من تعامل معها. فقد كانت مثالاً حيًا للقيادة الحكيمة والرحيمة، وتجسيدًا عمليًا لقيم الشريعة الإسلامية في العمل والتعليم. بفضل جهودها وتفانيها، أصبحت كلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات القاهرة مكانًا يحتضن العلم والمعرفة في بيئة مشجعة ومريحة.

في الختام، نستطيع القول إن الدكتورة شفيقة الشهاوي قد تركت بصمة لا تُمحى في تاريخ كلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات القاهرة. كانت نموذجًا يُحتذى به في الإخلاص والتفاني في العمل، وقيادة حكيمة رحيمة، ودعم لا محدود للطالبات. بفضل جهودها، ستظل الكلية منارة للعلم والمعرفة، وجسرًا يربط بين ماضي الحضارة الإسلامية وحاضرها المشرق ومستقبلها الواعد.

Share To: