غرور | بقلم الشاعرة السورية فاطمة يوسف حسين
- النّصّ الذي نسخته منذ قليل إلى حافظتك..
يبدو ثملاً للغايّة..
يشبهك وأنت تتحدث عني!
- تقصد بيتي كلّ مساء
امرأة في الخمسين من عمرها..
تحدثني عن عشقها العتيق كالشّمس..
لا تعرف من الأبناء كم أنجب..
لكنها تعرف أن طفلة من أطفاله..
اسمها "زينب"
لقد أخبرها ذات مرة..
أنّه حين يصير أباً لبنت..
سيسميها زينب..
حتى يراها في كلّ شيء..
هاتي القهوة يا زينب..
نامي بين يدي يا زينب..
يداعب شعر زينب..
يغني لزينب..
يبكي رفقة زينب..
يحوّل زينب إلى حجرته..
حتى يصير له ذاكرة
فلا يعود وحيداً
يناديها..
فتجيبه: قل يا حياة قلبي!
فلا يشعر بالضياع والاشتياق
فالحبيبة تعوضها الابنة..
والابنة مقامها عند الرجل..
مقام حُبه الأول..
- تمسك قصائدها كامرأة تمسك قطعة غسيل..
تعلقها بخيوط القمر..
هي في قصائدها متمردة قاسية..
لا يكسرها رقص الخيزران فوق خصرها..
ولا تنقص من نورها أوراق اللوز اليابسة..
لا يعريها نيسان من ثوبها..
تظلّ زهرة يافعة..
هي في قصائدها حالمة..
ترفض أن تعبأ كالعطر في زجاجة..
ترفض أن تُحِبّ..
حتّى لا تجرح اللقاء..
فتخيّب ظنّه.
- أنا..
حبات العرق التي تعانق جبينك..
حين يمرّ اسمي صدفة
في حوارك مع أحدهم.
أنا..
فكرتك عن الحُبّ..
حوارك مع نفسك..
صوتك مع الأطفال..
الطّريق الذي يؤدي إليك
هزائمك الكثيرة..
وانتصاراتك الكبيرة..
انتظاراتك العقيمة..
غرورك وانعدامه
قبلة المساء التي تعانق السواد تحت عينيك
وأيضاً..
الأنفاس التي تمشي في قافيتك..
فتصنع منها شعراً..
أنا أنت..
في الجهة الخلفية من الشّارع!
Post A Comment: