أفاعيل الحب | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن


أفاعيل الحب | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن
أفاعيل الحب | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن 

 


 السلام عليكم ، 

أفاعيل الحب : 

لا ينبض القلب سوى باسمك فعلَّك تدرك ما فعلت بي لا غِبت يوماً ولا رغبت في الوداع للحظة ، فكَفاك فتكاً بقلبي الذي لا يَكُف عن حبك الذي تورَّط فيه للأبد ، فلم يَعُد يدري كيف الفرار من الدرب المؤدي إليكَ ، فكل الطرق موصولة بكَ وكل الفِكر مشغول بك بلا توقف أو انقطاع ، تُرى هل يفعل الحب هذا بكل المحبِّين أم أن لقلبي مسالكاً مختلفة فيما يتعلق به ؟ لم أجد جواباً يُريحني فلتُجِب عني وتزيل تلك الحيرة التي كادت تُخلِّص على ما تبقى من عقلي ، فقد سيطر حبك على وجداني لدرجة أنني أوشكت أنْ أُجَن أو أفقد رشدي ، فلم أكن أعلم أن هذا مصير المحبين وأن الحب يفعل بهم الأفاعيل فلا يتمكنون من النجاة منه للأبد وكأنه صار سجناً مفروضاً عليهم ولكن بمحض إرادتهم وهذا أدهى ما في الأمر ، فكلُّ منا يترك قلبه يقوده ويُودي به لما يُريد دون أي اعتراض أو تأفف أو رغبة في التملُّص منه أو الخلاص من لذته التي تسري في الجسد وتُنعِشه وكأنه تذوق نعيم الحياة دُفعة واحدة فلم يَعُد راغباً سوى في تجرُّع المزيد منه حتى الارتواء التام ، فالحب يُشبِع القلب بكل المشاعر التي افتقدها وتاق لها على مدار حياته بالكامل فلا عليك التخلُّص منه حينما توشك على الإمساك به فهو ما يُجمِّل الحياة ويُزيدها بريقاً وبهاءً وسعادةً تغمُر روحك وتجعلك مُحلِّقاً في السماء كالبلبل الطليق الذي يشدو بأطيب التغريدات وكأنه يُطرِب آذان الجميع دون إرادة أو علم منه ، فلا تحرم ذاتك من الاستمتاع بلذته ما حَييت فهو أعظم شعور قد حباه الله للخَلْق أجمعين فعليهم استغلال كل لحظة فيه دون الامتناع عنه أو تجنب الوقوع فيه فهذا أسوأ ما قد يُلِمُّ بأحد ...




Share To:
Next
This is the most recent post.
Previous
رسالة أقدم