دوافع التسامح | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن 


دوافع التسامح | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن
دوافع التسامح | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن 



السلام عليكم ، 

دوافع التسامح : 

قد تمتد الخصومة لسنوات إذا لم يبادر أحد الطرفين لفَض أسباب النزاع التي نشأت من العدم بفعل أمور واهية قد تتلاشى إذا اتسم كل منهما بقدرٍ من التسامح والتغاضي عن زِلات الغير ولكن للكِبر والعناد لم يتمكن أي منهما من القيام بذلك واتخاذ تلك الخُطوة العظيمة التي تنم عن نفس سامية لا ترغب في التشاحن أو يسيطر عليها روح الرفض للآخرين وعدم تقبُّل أخطائهم ، فلا يوجد مَنْ هو معصوم من الخطأ ، خالٍ من ارتكابه حتى يكون هذا موقفنا حِيال البعض ، فلا بد من التحلي بالتسامح حتى يكون الآخرون قادرين عليه حينما يأتي موعدنا معه ، فلا تغتر أو تشعر أنك لن تُوضع في نفس الموقف ذات يوم وستكون في حالة خزي وعار راغباً في الحصول على بعض الرضا من الطرف الآخر ولن تناله جرَّاء أفعالك التي اتخذتها مع مَنْ سبقوك ووقعوا في هذا الفخ القاتل ، فكن ذا نفس متسامحة فكلنا مُعرَّضون للخطأ ولو كانت أخطاؤنا لا تُذكَر من وجهات نظرنا وقد تختلف قدرة الآخرين على تقبُّل الخطأ كما يحدث معك فكُنْ مرناً ليناً مع الغير حتى تجد رد فعل مُرضياً حينما تقع في نفس المأزق ، ولا تتعالَ على أحد مهما بلغ حجم خطأه في حقك فمَنْ تكون حتى لا تغفر الخطأ ، فالله يغفر ذنوب عباده بندم حقيقي وتوبة نصوح وتقرُّب إليه فلا تجعل قلبك كالحجر الصلد الجامد الذي لا يقبَل التغيُّر أو كالثلج الذي لا يذوب مهما ردَّد الآخرون من كلمات في سبيل الصفح عنهم ونسيان ذاك الذنب غير المُتعمَد ، فالتمس لأخيك سبعين عذراً إنْ لم تَجِده على نفس الشاكلة التي اعتدتها منه فيكفي امتلاكه قلب قادر على الاعتذار وتقديم المبرر الذي دفعه لاقتراف هذا الخطأ بحقك ولا تتمادَ حتى لا تخسر الجميع وتبقى لحالك لا يتقرَّب إليك أحد أو يرغب في معرفتك البتة فلم تكن تلك رغبة أحد ذات يوم ، فكل البشر بحاجة لبعضهم البعض مهما أنكروا ذلك ولولا التغافل ما استمرت علاقة ليومنا هذا ولا حافظ امرؤ على بقاء آخر ...




Share To: