قصائد عن الشهيد السنوار | بقلم الأديب الشاعر : سلطان إبراهيم قصيدة
قصائد عن الشهيد السنوار | بقلم الأديب الشاعر : سلطان إبراهيم |
قصيدة وداعا أسد الأمة
....
الأرض تعشق خطوة "السنوار"
وهتافه أذكى لهيب النار
ليث الجهاد حمى عرين بلاده
بإرادة كالصارم البتار
في كل ملحمة تراه مسطرا
سِفرا له بالعزم والإصرار
" يحيى" الأبيُّ غدا بأرضي مَعلمًا
للسائرين على خطى الأحرار
" يحيى" المغير على العدو مُصَبِّحًا
أديارهم بالجحفل الجرار
أضحى اسمه يذكي لهيب معاركٍ
وشفاء مكلوم وأمن الجار
وعلى العدا نارٌ يُصَبُّ لهيبها
فوق اليهود فيهرعوا لفرار
الله ألقى للكمي مهابة
في قلب كل معاند جبار
فرأيتهم يتهامسون بذكره
ووجوههم حملت دليل صَغَار
هو واضح في رأيه وفعاله
والصدق للمقدام خير دثار
لم ينخدع دوما بدعوى ساسة
كم صَدَّ كيد الثعلب المكار
لم ينجرف يوما وراء مطامع
لم يستجب للواهن الخوَّار
هو واحد من صفوة قادوا الفدا
وهمُ الشموس تُزينُ كل مدار
لم يهجعوا... كيف الرقاد وخصمهم
قصف الربوع ودَكَّ شُمَّ ديار؟!
هذا العدو قد استطال فما له
غير الكُماة وجحفل" الس نوار"
ما مات ليث بلادنا فهو الذي
غرس الإباء بأنفس الثوار
قالوا كثيرا: إنّه مُتترسٌ
خلف الأُسارى من وراء جدار
لكنه قد مات في ساح الفدا
بطلا وهذي موتة المغوار
"يحيى" الذي أمضى الحياة مجاهدا
وحياته كشفت أجلَّ مسار
عرف الحياة من استجاب لربه
طاب المسير مُكللا بالغار
الآن"يحيى" في الطريق منارة
وحكاية صيغت من الأنوار
من عاش منتصرا ومات مصابرا
فدماؤه تروي حقول فَخار
والأرض تنبت ما سقاه ليزدهي
روض البطولة دائم الإعطار
رباه فاقبل من يجود بروحه
عوضه بالجنات والأنهار
واجمعه في دار الخلود بصحبه
والصادقين العزم في المشوار
…. ….
" قصيدة : يحيى" الحرُّ "
....
بكى قلبي أيا "يحيى" وأنَّا
فأنت أعزُّ مَن فينا ومِنَّا
بكى رجلا تحدى الموت جهرا
فأهدته الشهادة ما تمنّى
بكى نجما تألق في سمانا
وبدرا لا يغيب الدهر عنَّا
بكى بطلا تسامى في إباء
فما خان الطريق وما تَدَنَّى
أيا "يحيى" وهذا القلب باك
ولو نال الذي قد نلتَ غنَّى
جميع الناس يُسقى كأس موت
ويحيا الحُرُّ والمخذول يفنى
مضى السنوار نحو المجد يخطو
فأخلص في الجهاد وما تَجَنَّى
فامضى عمره في الدرب يسعى
وسابق للفداء وما تأنَْى
وقد غمر اليقين القلب نورا
وبددت الحقيقة فيه ظنَّا
أعاد إلى الدُنا صفحات عزٍّ
وذكرنا بحمزة والمثنى
وما جبن الكميُّ ولا توارى
وما بالروح عند الروع ضنَّا
أيا خير الرجال اليوم بشرى
فمنك الخصم في الميدان جُنَّا
حياتك قصة للناس تُحكى
وموتك أصبح اللحن الأغنّا
دفعت ضريبة التحرير روحا
فنم واهنأ قريرا مُطمئنّا
سلام الله يا سنوار فاسعد
فإنَّ الله قد أعطى ومَنَّا
فعند الله للشهداء دار
يريح نعيمها مَن قد تَعَنَّى
سألت الله للسنوار خُلْدًا
ليصبح عيشه فيها المُهنّا
قصيدة :بُشرى المُضحي
...
الله أكبر فالسنوار يُنْتَخَبُ
للعز والمجد طاب الفخر والحسبُ
إن مات "يحيى " فإن الله يخلفنا
من بعده قادة نحو الفدا تثبُ
يكفيك أن الفتى قد هَبّ منتصبا
في ساحة الموت يرمي كفه الضَّرِبُ
فمن يوصِّفُ ما في النفس من شمم
وفعله قد طوى زيف الأُلى كذبوا
كم روجوا أنه يحيا على وَجَلٍ
من خلف ألف جدار بات يحتجبُ
فبدد الحقُْ ما قالوه وانكشفت
فِرى اللئام وضاءت في المدى الشُّهُبُ
وللبطولة وجهٌ لاح مُبتهجًا
حين الشهادة باتت منه تقتربُ
بهذه الروح رغم الموت قد كُتِبَتْ
صحائف العزِّ.. هلَّ النصرُ والغَلَبُ
فيا لخسة من خانوا ومَن جبنوا
ويا مصيبة مَن فرُْوا ومَن هربوا
ويا شقاوة مَن قد حاصروا رجلا
فكان وحده الأرماحُ والقُُضُبُ
مشى إلى الموت والأقدام ثابتة
والخصم مرتعدٌ قد هدَّه التعبُ
كم هلل المجد للأحرار في طربٍ
وسجل الدهر والتاريخ والأدبُ
يا من يسير إلى العلياء مستبقا
شدَّ المطايا ووعد الله مُرتَقَبُ
وصاح هذا طريق النصر نرسمه
للسائرين على الآثار كي يثبوا
إنى أرى النور في الآفاق منتشرا
وأبصر الفجر للآمال يصطحبُ
نحن اللآلئ والأحداث تصهرنا
ما من شوائب نحن الماس والذهبُ
نحن الحقيقة مثل الشمس واضحة
لنا الأساطير فوق الأرض تنتسبُ
منّا الألوا فجّروا الطوفان مندفعا
منّ الألوا سَعَّروا البركان يلتهبُ
يا من حكمت بأن الموت يوهننا
قد ضلَّ حُكمك خاب السعي والطلبُ
إنّا على ثقةٍ في الله نقصده
نرجو رضاه وإن حلَّت بنا النُوَبُ
الله أكبر ليس الموت يرهبنا
إنّا نُصَدِّقُ ما جاءت به الكُتُبُ
هذي الحياة وإن طالت فإن لها
يوما به ينتهي الترحال والنَّصَبُ
العمر يفنى ويبقى الذكر مؤتلقا
بشرى المُضحي لإجل الله يحتسبُ
….
قصيدة هذي عصاتك
.....
هذا اختيارك فيه الرأي قد رجحا
بأن تصير لهم في حلمهم شبحا
قاومتَ قاومتَ لم تركن إلى دعة
ولا خُدِعتَ بدعوى مَن قد اصطلحا
أيقنت أنَّ حياة المرء فرصته
لذا اغتنمت من الأيام ما سنحا
وبعت نفسك للرحمن محتسبا
بشرى المجاهد أن البيع قد ربحا
لله تحيا على الإيمان في ثقة
لله تنصح نعم العبد مَن نصحا
جعلت زادك في القرآن تحمله
فصار صدرك بالقرآن مُنشرحا
فيا سميَّ نبيٍّ قد أجاب ندا
"خذ الكتاب" فبات العزم متضحا
ناديت ناديت هبَّ الصحب في عجل
يا للشباب الذي للمجد قد طمحا
ويا مباهج روحي يوم وثبتهم
ويا خيالي الذي في الأمس قد سرحا
كأنما مَدَّنا التاريخ يوم رضًا
أعاد في جيلنا المجد الذي برحا
"سنوار" أنت الذي أيقظت همتنا
لمَّا وثبت وصار الخصم منبطحا
أرهبت جحفلهم أذهلت محفلهم
كنت الجزاء لباغ طالما اجترحا
فعاد ذكر الأُلى في البأس قد صدقوا
صار العدو أمام الكون مفتضحا
تحطم البغي واندكت عزائمه
فخار منهزما والأمر قد وضحا
هذا الكيان كيانٌ لا أساس له
هو اللقيط وذاك السرُّ قد فُضِحا
لله درك يا " سنوار" كنت لهم
كالنور يطوي دجى الظلماء منسرحا
هذي عصاتك عند الموت شاهدة
تبقى الشهادة للآمال مُفتتحا
رباه فارحم كَمِيًّا عاش مجتهدا
وإجعل له القبر بعد الموت منفسحا
ولتجزه الخير والجنات يسكنها
قرب النبيِّ ويا بشراه من فلحا
قصيدة ألسنة النفاق
...
دع عنك ألسنة النفاق المجرمةْ
فالموت" للسنوار" أغلى الأوسمةْ
دع عنك دعوى المرجفين تسترت
خلف اللحى كيما تُقَدِّس أنظمةْ
الفارسِ" السنوار" في زمن الخنا
لم تستطع كل القوى أن تهزمهْ
يكفيه أن أمضى الحياة مجاهدا
دع عنك من يلوي الدليل ليشتمهْ
هذا الجهاد الحق كيف يعاب من
قاد الجهاد؟ وهل تعاب المَكْرُمَه
هذي النهاية أبهرت أعداءه
واستكمل الموت الشريف الملحمةْ
من مات حُرِّا صامدا لم يستكن
ما مات إن قتلوه وارتشفوا دمَهْ
هذا أريج ثباته يحذي الورى
من بعده النبضات تُصبح دمدمةْ
يا أيها الأعراب كيف صمتمُ؟
وخذلتمُ" السنوار" من قد أسلمَهْ؟
هلمن رأى يوما مصارع أهله
يمضي "يمصمصُ" كاتما للهمهمةْ؟!
أين الأباة يناصرون شعوبهم
أين الإخوة والصفا والمرحمةْ؟
من لم يكن متألما لمصابنا
ففؤاده مثل القبور المظلمةْ
فدع المغيب في متاهات الهوى
مَن جندوه لكي يقيم المحكمةْ
ودع المجادل حيث ضلّ سبيله
"بلعام" من ربَّى اللئيم وعلَْمَهْ
يا صاحب الإرجاف إنك خنجر
في الظهر يطعن لا يهاب المأثمةْ
يا من يبرر للعدو قتالنا
ويخون بالفتيا الجموع المُسلمةْ
إن لم تكن أهل الجهاد فلا تكن
من زمرة "الرَّجَّال" عند "مُسيلمةْ"
قصيدة عصا السنوار
...
مهما استبدت قسوة الأشرار
ستظل ترميهم عصا السنوار
تلك العصاة لمن عصى وغدت لنا
مثلا لبذل الوسع والإصرار
قَدِّمْ لدينك ما استطعت.. خذ العصا
ولتسع نحو المجد في استبشار
واضرب بها متوكلا لا تستهن
فعسى تشق الدرب للأحرار
هذي عصاة الصادقين فألقها
تلقفْ دعاوى الزيف والأسحار
ما خاب رمي الصدق في يوم ولا
كُسرتْ عصاة مجاهد مغوار
الصدق أول خطوة في درب مَن
رام المسير بأشرف الأسفار
مَن أسكن الرحمن عمق فؤاده
يستصحب التوفيق في المشوار
فاجعل فسيلتك الأخيرة نبتة
تزهو ولا تطمح إلى الأثمار
ما دمت أديت الأمانة صنتها
فابشرْ وأمِّلْ بازدهاء ديارِ
لك في العصاة مآربٌ هيا اتكئ.ْ
وانهض وواصل وثبة الثوار
هُشَّ المآسي والمخازي راجيا
عون الإله الواحد القهار
طوبى لمن ألقى عصا الترحال في
دار الخلود ويالطيب قرار
Post A Comment: