عبوس | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن


عبوس | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن
عبوس | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن

 


 السلام عليكم ، 

عبوس : 

ما زلت أحمِل بداخلي وجهاً مخالفاً تماماً لما يظهر على ملامحي أغلب الوقت ، أحاول وضع بعض الرتوش التي تجعلني أبدو سعيداً ولكني أخفق دائماً في ذلك ، فعادةً ما تفضحني تصرفاتي ، تَنُم سلوكياتي عن وضعي الداخلي المضطرب الذي يتصارع معي من أجل البقاء بنفس القوة التي أحاول التشبث بها أغلب الوقت ، أحاول اجتلاب الهدوء وكأنني أختلسه من أجل الظهور بشكل يليق بشخصيتي المتعارَف عليها بين الوَرى ولكني محطمٌ من الداخل بشكل يفوق الوصف وكأن الحياة تفتك بأحشائي ، تُدمِّر آمالي ، تُحطِّم لي تلك الخُطط التي وضعتها نصب عيني من أجل الوصول لهدفي ، تعصف بذهني الذي يحاول الخلاص من تلك الأفكار البائسة التي تسيطر عليه أغلب الوقت ، أحاول الفرار من كل تلك العواصف التي تهتاج داخلي ولكنها تطيح بي وترمي بي في جُبِّ الآلام وتُفقِدني السلام الذي طالما بحثت عنه ، أحارب من أجل استعادة ذاك الوضع الذي كنتُ عليه مُسبقاً ولكني أفشل فشلاً زريعاً في ذلك ، لا أعلم لِمَ صارت الأحداث تؤثر في لتلك الدرجة البغيضة وتُغيِّر من سماتي التي طالما اتسمت بها وكانت تميِّزني عمَّن سواي ، يُثيرني دوران العالم من حولي بينما أنا ثابت في مكاني لا أبرَحه أو أُحرِّك ساكناً وكأني شخصٌ هارم فقَد الشعور بالحياة ، أحاول التمسك برباطة جأشي وصلابتي ومواصلة المسير من أجل تحقيق بقية أحلامي ولكن شيئاً ما يجذبني للخلف ، يسحبني بقوة بحيث لا أستطيع المقاومة أو التصدي له ، لا أدري كيف أتخلص من كل هذا العناء وتلك المأساة التي صارت تغلُب على حياتي بفعل استسلامي لشعور ما في بعض الأوقات ، علَّ وجود البعض يمثِّل دافعاً لي ولكن هيهات فالكل منشغلٌ في عالمه لا يدري شيئاً عن الآخر ، فما زِلت ألهث محاولاً النجاة من كل هذا التخبط الذي حلَّ بي مؤخراً بلا قدرة على التملُّص منه وبمرور الوقت قد أسترجع شغفي تارة أخرى وأتمكن من استكمال حياتي بنفس الوَهج والحماس متحلِّياً بمزيد من القوة والثبات والشموخ بحيث لا تهزني رياح مهما كانت عاتية لا تُقهَر ...




Share To: